التقاط جبل الرماة..

جبل الرماة أو جبل عينين، هو عبارة عن جبل صغير يقع بجانب جبل أحد، شمال المسجد النبوي على بعد نحو ثلاثة كيلو مترات منه بالمدينة المنورة. وهو الجبل الذي أمر النبي الرماة أن يتمركزوا فيه في غزوة أحد، وكان عددهم خمسين رجلاً، ليحموا ظهور المسلمين من تسلل المشركين، لكنهم خالفوا أمره ظناً منهم أن المعركة قد انتهت، فاستغل المشركون خلو الجبل من الرماة فحملوا على المسلمين فقتلوا منهم سبعين شهيداً بما فيهم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم وأخو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرضاعة.

وجبل الرماة الذي تضاءل حجمه وارتفاعه حالياً بسبب ارتفاع مستوى الأرض المجاورة له بالطمي الذى كانت تخلفه السيول من وادى قناة وبسبب تحسين المنطقة وشق الطرق حولها لذلك تبدو بقاياه اليوم دون ما كانت عليه من قبل، حسب ما ورد في موقع أمانة المدينة المنورة الإلكتروني حوله.

وهذا الجبل يقصده ويقف عليه العديد من زوار المدينة المنورة بمختلف جنسياتهم لكي يشهدوا ذكرى موقع غزوة أحد التاريخية بين جنباته مع جبل أحد العظيم في قيمته الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم «جَبَلُ أُحُدٍ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ وَهُوَ مِنْ جِبَالِ الْجَنَّةِ»، ولهذا القول الأثر الكبير في نفوس المسلمين كافة في بقاع الأرض.

ويلاحظ الكثير من متابعي تاريخ جبل الرماة ما يحدث اليوم من بعض الزائرين وخصوصاً من بعض الجنسيات الآسيوية من التقاط العديد منهم لكثير من حجارته التي تعتمد على بعض المعتقدات لهم في اقتناء هذه الحجارة بشكل لافت والذي قد يصبح مؤثراً على تناقصه خلال السنوات القادمة واندثار آثره وموقعه، ولعل هذا الأمر متابَع ومحل اهتمام من قبل المختصين بهيئة تطوير المدينة المنورة وأمانة المدينة المنورة ووزارة الشئون الإسلامية وأيضاً هيئة السياحة والتراث الوطني.

هذا الإرث والموقع التاريخي يجب أن يُعمل على حمايته والحفاظ عليه بكل جهد وحرص، كما يجب سريعاً أن يقام عليه إطار أو سور زجاجي مخصص وإنارة كاشفة شبيهة بما تم حول جبل أحد، ونحن ندرك حقيقة ما تقوم به العديد من الجهات المختصة وكذلك الحرص الشخصي للأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني وأيضاً الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة لتطوير هذه البقعة التاريخية وما تمثله للعالم الإسلامي من الأهمية والعبق التاريخي لبداية الإسلام.