Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مثقفون: الحميد قامة وطنية ورائد من رواد الفكر والثقافة

No Image

A A
أشاع خبر رحيل الأديب محمد بن عبدالحميد، يوم أمس الأول، حالة من الحزن وسط المثقفين والأدباء، الذين عبروا عن حزنهم العميق لهذا الرحيل الفاجع، مشيرين إلى أن الراحل الحميد يعد من رواد الحركة الأدبية والفكرية في المملكة، وأنها أسهم بشكل كبير في حركة التنوير والحداثة، بجانب أنه ظل مدافعًا عن قضايا وطنه، مستشهدين في ذلك بكتابه «افتراءات الصليبي»، الذي شرعه في الرد على الكتاب كمال الصليبي، كما أشاروا إلى جهود الحميد في نادي أبها الأدبي، وفي مجلس الشورى، وغيرها من المناصب والمجالات التي قدم فيها إسهامه. ‏

الريادة في العمل الثقافي المؤسسي وخيارات التحديث

د.أحمد بن علي آل مريع (*)

الشيخ الأديب محمد بن عبدالله الحميد.. رائد اقترن اسمه بالعمل المؤسسي في الثقافة والفكر، وكان خياره إبان هذا العمل هو الخيار الأصعب وهو التجديد والتحديث، في وقت كان سدنة القديم يقيمون حول الحياة العصرية متاريس من المحذورات والممنوعات.. لكنه حين اتخذ بجرأة خيار التجديد جعل الحوار وقبول الآخر والمختلف ركنين أساسيين من مشروعه الذي تبناه نادي أبها الأدبي.. ولقد حظي النادي في عهده بأدباء كبار التفوا حوله، كما وجد من الأمير الشاعر خالد الفيصل العون على المضي بالنادي والعمل إلى أقصى ما يمكن لناد أدبي فعله. وفي الحقيقة أن نادي أبها الأدبي لم يكن مجرد ناد فقط؛ بل كان معقلاً حقيقيًا لحرية الفكر والحوار المكفول والوطنية الصادقة والانتماء الواعي.. وحين نقول إن أبا عبدالله الحميد كان رائدًا في الفكر والأدب فنحن لا نقصد الأسبقية الزمنية ولكن نقصد أسبقية العمل المؤسسي في مجموعة ونظام لخدمة الثقافة والأدب في المنطقة وفي المملكة. وسوف يقيم النادي عددًا من اللقاءات العلمية حول تاريخ الراحل وجهوده..

رحمه الله رحمة واسعة.

(*) رئيس نادي أبها الأدبي

الشهم النبيل

د.عبدالله حامد (*)

ترى أية إشارة ترسلها لنا أبها الممطرة في هذه الليلة التي اختلط صيفها بشتائها، وهي تودع ابنها البار، وأديبها الإنسان محمد بن عبدالله الحميد...

«رحل ابن حميد» فاجعة لا نملك إزاءها إلا: «إنا لله وإنا إليه راجعون» اللهم إن هذا الشهم النبيل قد رحل بكل نبل المؤمنين، وصبر الذاكرين، وحسن الظن فيك...

اللهم أحسن وفادته، واجبر قلوب أهله، ومحبيه...

لقد عاش ابن حميد وفيًا لمن اختلف معه ومن ائتلف؛ فقد وصفه متطرفو القصيدة الخليلية بأنه حداثي، ووصفه تنويريو الطفرة بأنه رجعي، وحين احتاج بعض أفراد الفريقين للمال كان ابن حميد يسعى لدى المسؤولين ليسدوا حاجة المحتاجين من الفريقين، بل وكان يدافع عنهم بجاهه، ومكانته... أي إنسان ذاك الراحل النبيل...

(*) أستاذ الأدب السعودي في جامعة الملك خالد بأبها

شخصية وطنية

ماجد صلال المطلق (*)

يعتبر الأستاذ محمد بن عبدالله الحميد من جيل الرواد في المجال الثقافي والاجتماعي والرياضي، ليس في منطقة عسير فقط؛ بل امتد نشاطه وعطاؤه إلى مناطق أخرى في المملكة. ‏ترأس نادي ابها الأدبي حوالي 30 عامًا، ساهم بنقلة نوعية في نشاط النادي والذي استمرت ثماره حتى وقتنا الحالي، وحسب ما نعلمه من الزملاء في نادي أبها الأدبي أنه دومًا يقدم لهم المشورة والنصيحة ويستفيدون منها كثيرًا. يعتبر الفقيد شخصية وطنية غير عادية تدل عليها مناصبه العديدة التي حظي بها بناءً على ثقة ولاة الأمر وأهالي عسير التي توّجت ‏بالثقة الملكية الغالية عندما تم اختياره عضوًا في مجلس الشورى في دورته الأولى. ‏رحم الله الفقيد وأحسن عزاء أهله وذويه ومحبيه والمثقفين والأدباء عامة. (*) رئيس نادي الحدود الشمالية الأدبي

دور فاعل في الحركة الثقافية

د. مسعد العطوي

الأستاذ محمد عبدالله الحميد أديب لطيف، له بشاشته التي تجعله يغزو القلوب، وقد قاد مسيرة النادي الأدبي في منطقة عسير إلى أن جعل منه منتدًى وطنيًا، فقد كان يستقبل رجال الفكر في مصيف الوطن، كما افترع العديد من الجوائز التي استقطبت المبدعين والنقاد. كما كان له دوره الفاعل في الحركة الثقافية في الوطن عامة، وفي الجنوب خصوصًا. وقد كان دائم الحضور في المنتديات الوطنية، ولا ننسى جهوده إبان عضويته في مجلس الشورى. رحمه الله وغفر له.

(*) رئيس نادي تبوك الأدبي الأسبق

قامة وطنية مخلصة

د.عبدالله الحيدري

‏فقد الوسط الثقافي والأدبي علمًا كبيرًا، وأديبًا لامعًا، وإداريًا ناجحًا، وقامة وطنية مخلصة، إنه الأديب الأستاذ محمد بن عبدالله الحميّد الذي ارتبط اسمه بنادي أبها الأدبي رئيسًا لمجلس إدارته في المدة من ١٣٩٩- ١٤٢٨هـ رحمه الله رحمة واسعة.

وقد ‏‏أثرى الأديب الحميّد رحمه الله المكتبة السعودية بعدد من المؤلفات، ومن المتوقع أن ينهض نادي أبها الأدبي بندوة ترصد جهوده رحمه الله، وخاصة أعماله القصصيّة والمقالية، وتجربته في تأسيس النادي وإدارته نحوًا من٣٠ عامًا، ولكنني أتطلع كذلك إلى أن تشارك الأندية الأدبية الأخرى في عقد ندوات عنه، أو طباعة أعماله الكاملة.

‏‏وفي رأيي فإن مفتاح شخصية الأستاذ الحميّد رحمه الله تتجلى أوضح ما تتجلى في اختياره لعنوان زاويته «من وحي الوطن»، التي ظل سنوات طويلة يكتبها في جريدة الوطن، فهو كاتب وطني مخلص مهموم بوطنه متطلع لرقيّه داعم لرؤاه وسياسته متفائل بغد أفضل ومستقبل أجمل له.

وقد حاز الحميّد على ثقة الدولة، إذ عمل في عدد من المهام الوظيفية، وله الفضل بعد الله في دعم عدد من الأدباء الشباب الذين أصبحوا الآن أهم الأسماء الثقافية في منطقة عسير، إذ امتلك القدرة الإدارية الفذة وحسن الخلق ولين الجانب.

(*) نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأدب العربي

حياة بتعرجات ومنعطفات وسراديب

د.عبدالمحسن القحطاني (*)

عاش الأستاذ محمد بن عبدالله الحميد حياة بتعرجاتها ومنعطفاتها وسراديبها، فأفاد فيها، لكن يبقى عمله في النادي الأدبي بأبها هو الألصق به، فهو كاتب وأديب، ومنفتح على التيارات الأدبية والفكرية. إن معرفتي به امتدت لأكثر من 35 عاما، حيث كنا نلتقي دومًا في ملتقيات علمية، أو اجتماعات دورية، فوجدته أديبًا، حلو المجلس، لا تسمع منه إلا طيب الكلام، بيد أنه في كتاباته يبدو صاحب موقف، فاختلف معه كُتاب، وسانده آخرون؛ ولعل من أشهر مؤلفاته «لا نبغي للإسلام بديلاً» قبل خمسين عاما، وافتراءات الصليبي. كان الحميد شغوفًا بوالده، فكتب بعضًا من سيرته؛ إذ والده كان كاتبًا وشاعرًا. وكلف بأعمال إدارية آخرها رئيس النادي أبها.. رحم الله أبوعبدالله.

(*) رئيس النادي الأدبي الثقافي بجدة سابقًا

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store