مفتاح نمو وتطور وتوسع المنشآت الصغيرة هو الريادة والقدرة على التجديد لأخذ مساحة من السوق.. فالفكرة أو المبدأ حسب قوته ووضوحه وتجديده مهم للنجاح والنمو والتوسع وكلما كان خلاقًا كانت القدرة على اختراق السوق والنمو أكبر.. ومن المهم أن يتم حماية الفكرة أو المبدأ من المنافسة وعادة ما تكون الحماية إما بالسبق (العنصر الزمني) أو بتكلفة الاستثمار أو بالملكية الفكرية.. وبالتالي قدرة الريادي على بناء الفكرة والحاجز مهمة له ليستمر في المجال ويتوسع، حيث يستطيع جذب الاستثمارات لدعم قدرته من خلال رفع رأس المال لتمويل التوسع.. فمثلا كان يمكن للومارت أن يقطع الطريق على «أمازون» لو حول استثماراته، وبدأ في التقليل من الفروع والانسحاب منها إلى عالم النت.. حيث تتوفر له كامل المقومات للمنافسة والاستفادة في ظل تغير طبيعة المستثمر الذي يفضّل عدم التسوق الفعلي إلى التسوق إلكترونيًا بسبب ضيق الوقت وزحمة السير.
الغريب في الأمر أن الفرصة لا تزال سانحة أمام لومارت للاستفادة والمنافسة، ولكن لا يزال يهتم بالنمط القديم والتواجد الفعلي لمن يرغب في التسوق شخصيًا.. وأمام عملاق تكاليفه المباشرة مرتفعة تكون القدرة على المنافسة صعبة.
استطاعت التقنية أن تكون حاجزًا أو ميزة نسبية لمن أحسن استغلالها ودخل في السوق اعتمادًا عليها واستطاع أن ينمي حجمه بدرجة كبيرة في ظل القدرة على النمو والتوسع، وفي ظل التركيز على المساندة (اللوجستيات) وهي فرصة سانحة تحتاج لمن يطورها توفر أفكارًا خلاقة ولا يزال السوق متسعًا ليتيح الفرصة لمن يرغب في الاستفادة منها.. والتطور القادم يحوم حول الاستفادة وتطوير التقنية أو التطبيقات ليحقق حياة أسهل وأفضل في ظل الضغط الزمني على الإنسان.
السعودية يتوافر فيها عدد كبير من الجامعات فيها كليات للحاسب وكليات هندسة تستطيع من خلالها التركيز على هذا الاتجاه مع تطوير أفكار بناءة في مختلف المجالات وتحقق الكثير فيها.. وكل ما نحتاجه هو أفكار خلاقة جديدة، خاصة أن بعض الجامعات وفرت لها الدولة شركات برؤوس أموال جيدة علاوة على توفر القدرة على البحث والتطوير.
نحن بحاجة أن تركز الجامعات على هذا التوجه حتى تتحقق لنا رؤية ٢٠٣٠ لأنه يتوفر لها ما لا يتوفر لغيرها من الجهات سواء في القطاع الخاص أو العام لانها قادرة على الاستفادة من الميزة النسبية التي يستند عليها الرياديون في عصرنا.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
