Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الثقافة.. ودورها في تشكيل المجتمعات الإنسانية

الثقافة.. ودورها في تشكيل المجتمعات الإنسانية

A A
تأتي أهمية الثقافة والاعتناء بمقوماتها من منطلق تفعيل دورها المهم في تعزيز روح الانتماء في المجتمعات الانسانية كعامل مؤثر في إبراز الجوانب الخفية التي تزخر بها هذه المجتمعات وإن قيام جهة مخولة بهذا الجانب كجهاز اداري مستقل سوف يدعم هذا الدور وينمي فيه جوانب ونواحي كثيرة.

منذ القدم كانت الثقافة وما زالت تعد أحد الروافد الرئيسية التي تشكل هوية هذه المجتمعات لذلك أولت دائرة الاختصاص في كافة الدول بالغ الاهتمام والعناية بهذا الكيان وذلك من خلال تأصيل أنشطته في الأفراد والمؤسسات المهتمة بهذا الشأن. واستكمالاً لهذا الدور المعني بتنشئة الانسان وتنمية مهاراته برزت توصيات ومعاهدات كثيرة تهدف جميعها الى تكثيف المجالات التثقيفية من قبل المؤسسات والهيئات والوزارات التي يقع على عاتقها الجزء الأكبر من مراحل صناعة التثقيف، هذا الدور لن يتأتى أو تكتمل حلقاته ما لم تقم هذه الهيئات المسؤولة مسؤولية مباشرة بتطوير قطاعها الثقافي والأدبي، من هنا أتت أهمية فصل الثقافة عن وزارة الإعلام بأمر ملكي لتصبح هذه الجهة جهة مستقلة بذاتها تبنى على أسس وقواعد حديثة وتحظى بجهد مضاعف ودعم أكبر، والآمال هنا معقودة ومعلقة بوزيرها الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود.

إن تطويق الثقافات المجتمعية وحصرها في حدود مغلقة وتقوقعها في نطاق ضيق لم يعد بالأمر المستساغ كما أن تجديد الخطاب الإعلامي وتطويره على مستوى الاذاعات والتلفزيونات التقليدية لم يعد خيارًا بطبيعة الحال بل أصبح مطلبًا مهمًا وضرورة قصوى تقتضيه عوامل الازدهار ومصادر التمدن، ولقد حتمت متطلبات هذا العصر، هذه الاستقلالية لتأخذ هذه الجهة دورها اللائق ومسارها الصحيح امتدادًا لجهود ومساعٍ سابقة، والمهم في هذا الاطار أن لا تقتصر هذه الاستقلالية في الأدوات والأجهزة والمعدات الحديثة دون غيرها من المجالات الحيوية، بل يجب أن يتعدى ذلك ويتجاوزه ليصل إلى أصول المحتوى والمضمون حتى تتواكب مع التسارع الثقافي وتتناغم مع حجم النمو الحضاري الذي يشهده العالم في ظل ثورة معلوماتية ممتدة لا حدود لها على الاطلاق وفي كنف تطور تقني هائل لوسائل التلقين والتثقيف.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store