Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

إعلام الحج.. هل أصبح ضرورة؟!

A A
· الإنسان بطبعه يميل إلى المثير بغض النظر عن صحته!.. والأخبار الكاذبة قد تصبح صحيحة إن لم تجد من يفنِّدها ويوضح زيفها!. أقول هذا بعد أن لفت نظري تصريح لأحد الإعلاميين من دولة عربية شقيقة يستنكر فيه افتراءات الإعلام المعادي للمملكة، بعد أن شاهد الحقيقة بعينه، ويضيف أنه سيعمل بعد عودته إلى بلاده على إنصاف المملكة وتصحيح الصورة الخاطئة المأخوذة عنها.

· كلام الرجل ليس جديداً.. فمنذ عقود، اعتاد الناس على رؤية الجهود السعودية الجبارة، والبذل غير المحدود على مشاريع تطوير الحرمين والمشاعر المقدسة، وخدمة الحجاج والزائرين، حتى صار ذلك أمراً مألوفاً واعتيادياً. المشكلة أن هذه المشاريع العملاقة التي تقتطع قرابة ٢٠٪ من دخل هذه البلاد السنوي تعاني من بعض القصور الإعلامي الذي من المفترض أن يوضح للعالم كله حقيقتها؛ ويرفع من درجة الوعي في التعامل معها، ويرد في الوقت نفسه على أكاذيب الإعلام المعادي الذي يحاول منذ سنوات التشكيك في قدرة السعودية على إدارة الحرمين وخدمة زوارها!.

​· أعرف أن حكومتنا التي تعتبر خدمة الحرمين واجباً حتمياً قد كلفها الله به؛ لا تركز كثيراً على النواحي الإعلامية، ولا تمنن بما تقدم لبيوت الرحمن وضيوفه، لكن بالمقابل أعرف كما تعرفون أنتم أيضاً أن ثمة أجهزة إعلامية جاهزة ومتربصة للإساءة للمملكة بدوافع مختلفة، تزداد وتيرتها مع موسم الحج في كل عام، حيث تبحث عن هفوة لتضخمها طمعاً في مكاسب سياسية، أو لمجرد تشويه الجهود السعودية واتهامها بالتقصير.. مما يحتم وجود (إعلام حج) سعودي قوي وفعال، يصل الى العالم بكل لغاته وأدواته ليوضح حقيقة وطن وقيادة وشعب يسخِّر كل طاقاته وثرواته للحج، ويقدم الصورة الصحيحة التي يحاول البعض طمسها وتزييفها.

· يقول تعالى: (وأذِّن في الناس بالحج) والأذان هو الإعلام، وعلى الرغم من الجهود المشكورة التي يقدمها إعلامنا في هذا الأذان، إلا أن هناك بعض القصور من بعض أجهزتنا الإعلامية خصوصاً تلك التي تتوجه في خطابها إلى الداخل بمديح لا نحتاجه لأننا نعرفه جيداً.. نحن بحاجة لإعلام محترف يؤذن في الناس بالحج على بصيرة.. وبحاجة لإعلاميين مثقفين يدركون قيمة الحدث ويعرفون كيف يتعاملون معه.. وبحاجة أيضاً لقناة حج عالمية تبث طوال العام وبكل اللغات من أجل رفع وعي الحجاج بالشعائر وبكيفية التعامل مع المنشآت واستخدام المرافق بطريقة صحيحة وآمنة، وكيفية أداء المناسك كما أمر الله.

· مع كامل شكرنا للجهود الإعلامية المخلصة والصادقة، يزداد الأمل في إعلام محترف ينصف دولة تحمَّلت كثيراً سخافات وأكاذيب الحسَّاد والمتربصين .. ويدفع عنها بحرفية شيئاً من أكاذيب الموتورين من أقزام السياسة وصبيانها.. فبعض الأكاذيب -كما قلنا في مقدمة حديثنا- قد تصبح حقائق في نظر البعض إن لم تجد من يفنِّدها ويوضح كذبها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store