Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

النفرة من عرفات.. وصدى الذكريات!

ربما بعضهم يتحسر وهو يستعرض شريط الذكريات لأنه لم يكن ضمن الحجيج هذا العام ليشهد كل هذا التطوير في الإمكانيات والكفاءات ويعيش هذه الانسيابية عبر النقل الترددي أو عبر قطار المشاعر، بدون ازدحام أو توقف متكرر للمركبات، ليس هذا فقط بل على مستوى سكن الحجاج والخدمات الأمنية والمرورية، الصحية والارشادية التي قدمت الخدمات لضيوف الرحمن بقوى عاملة عسكرية ومدنية بلغت أكثر من " 250 " ألف فرد

A A
من حَجَّ أيام زمان، وشهد تكدس السيارات في المساحة الصغيرة بين عرفات ومزدلفة، وجلس يحسب الساعات بينما الحركة متوقفة تماماً ساعات وساعات واحتسب الأجر عند الله لأن الحركة أبطأ من السلحفاة، لا يملك غير الحسرة لأنه ليس بين صفوف حجاج هذا العام، فهو يشاهد النقلة النوعية الكبيرة للحركة المرورية في الحج وانسياب حركة الحجيج من عرفات إلى مزدلفة ومنها إلى منى ومكة فهي نتيجة جهود متواصلة كما قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس لجنة الحج المركزية في المؤتمر الصحفي الختامي الخميس الماضي: «طورنا خدمات النقل بشكل كبير لتوفير الراحة للحجاج وسرعة نقلهم، وقمنا بحل عدة مشاكل لتسهيل المرور في مكة».

هذه الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة، أو أنها نتاج التجربة الطويلة في خدمة ضيوف الرحمن قضت على أي خطأ ممكن أن يرهق ضيوف الرحمن، فالحاج يمارس عبادة بدنية عبر التنقل بين المشاعر والطواف والسعي ورمي الجمرات وعبادة روحية من خلال التلبية والتكبير والصلوات والدعوات لذلك ربما لا يشعر كثيراً بالتغيرات الكبيرة التي حدثت ليتمكن الحجيج من أداء مناسكه في يسر وسهولة، لكن من يتابع الحجيج عبر الفضائيات ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت له تجارب حج سابقة أو موغلة في القدم يستعيد صعوبات الحج أيام زمان وأزمة النفرة من عرفات، ربما بعضهم يتحسر وهو يستعرض شريط الذكريات لأنه لم يكن ضمن الحجيج هذا العام ليشهد كل هذا التطوير في الإمكانيات والكفاءات ويعيش هذه الانسيابية عبر النقل الترددي أو عبر قطار المشاعر، بدون ازدحام أو توقف متكرر للمركبات، ليس هذا فقط بل على مستوى سكن الحجاج والخدمات الأمنية والمرورية، الصحية والارشادية التي قدمت الخدمات لضيوف الرحمن بقوى عاملة عسكرية ومدنية بلغت أكثر من «250 « ألف فرد، كما تقلص عدد المخالفين من حجاج الداخل الذين كانوا يتسببون في مشاكل متعددة نظراً لافتراشهم المساحات التي يتحرك فيها الحجيج، وإلقاء مخلفاتهم، وتوقف مركباتهم وحركتها على غير هدى، كل هذا أصبح في خانة الذكريات بعد أن انخفض عددهم إلى 110 آلاف حاج فقط بدلاً من مليون و400 ألف حاج قبل «5» سنوات، حدث هذا عبر العديد من الإجراءات التنظيمية لردع المتجاوزين للأنظمة والحد من تدفق المخالفين إلى المشاعر عبر العديد من المنافذ مستغلين ازدحام الحجيج.

المشروعات الضخمة التي نفذت في مختلف المجالات وفي جميع الجهات بالإضافة إلى التنسيق بين الجهات العاملة في خدمة الحجيج أوصلت حج هذا العام إلى هذا المستوى المتناغم من السهولة واليسر، كذلك استغلال التقنية في المطار والحافلات والمواقف جعل بعضنا ربما يشعر بالحسرة لأنه لم يكن حاجاً هذا العام، لكن لابد له أن يشعر بالفخر أيضاً؛ لأنه ينتمي إلى هذا البلد الذي أخذ على عاتقه خدمة الحجيج، وعليه أن ينظر إلى القادم من المشروعات التطويرية التي تتفق مع رؤية 2030 حيث تهدف إلى استضافة «5» ملايين حاج خلال السنوات المقبلة كما ذكر الأمير خالد الفيصل خلال المؤتمر الصحفي، كما تهدف المملكة إلى استضافة «30» مليون معتمر، كل هذه الأعداد في مساحات زمانية ومكانية محدودة، تطلبت جهوداً غير محدودة لإدارة الحشود وتنظيم حركة الحجيج بين المشاعر، واستقبال المعتمرين، كذلك تتطلع القيادة إلى توظيف التقنية في جميع شؤون الحج كما أكد خالد الفيصل: «نحرص أن يكون مشروع المشاعر المقدسة الذي سيطرح قريباً ان شاء الله للتنفيذ معتمداً على التقنية وعلى الاتصالات السريعة»، وهذا يتسق مع «هاكاثون الحج» المؤتمر التقني الذي عقد قبل الحج لتحفيز العقول على ابتكار تطبيقات ووسائل جديدة لخدمة ضيوف الرحمن وتسهيل حركة الحجيج بين المشاعر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store