أعيدوا أرقام الثواني إلى الإشارات الضوئية!

استخدم مرور جدة قبل فترة لوحة الثواني الرقمية التي تسمح بالسير، أو التوقف عند الإشارات الضوئية في معظم شوارع جدة وطرقاتها، حيث كانت هذه الأرقام -الثواني المعدودة- لمدة التوقف عند الإشارة حافزاً للسائقين وتسترعي انتباههم استعداداً للانطلاق فور إضاءة اللون الأخضر بدون الانتظار، أو الانشغال بالنظر إلى الجوال الذي يعطل حركة المرور، ويعرقل سير المركبات بالأعداد المطلوب تصريفها.

حساب أعداد الثواني عند الإشارات محسوب عالمياً وربما يتغير حسب كثافة حركة الطريق بين الكثرة وقلة الازدحام، وضغط السيارات القادمة من جهة إلى أخرى، فقد جرى العرف في الدول المتقدمة على أن يكون مدة الوقوف عند الإشارة (22 ثانية) على الأقل، وربما تزيد حسب كثافة الطريق (كما ذكرت آنفاً)، ولكن الملاحظ في جدة أن هناك بعض الإشارات لا تزيد مدة الوقوف عندها عن (9 ثوانٍ فقط)، مما يسبب تكدساً للسيارات أمام الإشارة، ويحدث إرباكاً، وسرعة وتهور بعض السائقين لتجاوز الإشارة قبل قفلها.

إن مرور محافظة جدة يسعى دائماً للتطوير، وتسهيل أمور الحركة المرورية في الطرقات الكبيرة، والشوارع، والخطوط السريعة ويسعى جاهداً لتحريرها من منغصات الإشارات المرورية وضمان سرعة وانسيابية الحركة المرورية بين أجزاء هذه المحافظة التي يزيد عدد سكانها عن (4 ملايين نسمة) وتبلغ عدد رحلاتها اليومية بين أجزائها المختلفة أكثر من (10 ملايين) رحلة عمل يومية.

التطوير مطلوب، وتسهيل أمور الناس في الوصول لمبتغاهم هو هدف الجميع، خاصة في مدينة مليونية لا تهدأ الحركة فيها ليل نهار،

كذلك يجب عمل مسح ميداني شامل لجميع الإشارات الضوئية على الطرقات الرئيسة، والشوارع الكبيرة المليئة بالإشارات، وتحديث المدد الزمنية التي تستغرقها الإشارة سواءً بالسماح بالمرور أو التوقف، وأن تعمل دراسة شاملة لأعداد السيارات الواردة إليها من أي اتجاه.

رجال المرور يبذلون جهوداً كبيرة في تنظيم وتطوير حركة سير المركبات، ولكن هذا لا يكفي لأن هناك فرقاً بين النظرية والتطبيق، ولذا يجب الوقوف ميدانياً على هذه المواقع، وتعديل ما يمكن تعديله، بما يتناسب مع مدينة ضخمة يقصدها الزوار، والسياح، من داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى أهلها الذين يعانون من تكدس المركبات عند الإشارات وزحمة الطريق.