Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

هذا علمي وسلامتكم

A A
من عادة العرب المتوارثة عبر العصور وإن اختلف الأسلوب أن من يغيب منهم مسافراً لفترة من الزمن قصيرة أو طويلة أن يطلبوا من ذلك المسافر علومه المتمثلة في أخبار وتجارب ومواقف جمعها من تلك الرحلة ليكتسب الغير منها. ولعلي هنا ومن خلال هذا المنبر أعطي الأحبة القراء بعض علومي التي أرى أنها ستكون مفيدة لاكتساب المعرفة بأخبار وطبائع وحضارة الأمم التي ذهبت اليها، والأهم من ذلك وهو بيت القصيد أن تصل تلك المعلومات والأخبار الى المسؤولين في مملكتنا الحبيبة كل فيما يخصه، علهم يفيدون من ذلك ونرى تلك المعلومات الحضارية واقعاً ملموساً نعيشه في بلادنا الحبيبة التي نطمح جميعاً قادة ورعية أن تكون في مصاف تلك الدول المتقدمة فأقول:

علمي سلامتكم قررت هذا الصيف أن أصطحب عائلتي لقضاء فترة يسيرة الى خارج الوطن بهدف السياحة، واتخذت أوروبا وجهة لنا وكانت البداية أنني قررت أن أتخذ ناقلاً غير الخطوط السعودية بهدف المقارنة بين الخدمات المقدمة بينها وبين غيرها فاخترت الخطوط الفرنسية كونها من الدول المتقدمة وتم الحجز لكننا فوجئنا بعد الوصول الى المطار أن الناقل هو خطوطنا السعودية، وعلى ما يبدو أن ذلك تم باتفاق شراكة سكاي تيم وبحمد الله كانت خطوطنا السعودية الموقرة على قدر المسؤولية وحظينا بخدمة عالية ودقة متناهية تشكر عليها خطوطنا السعودية الناقلة.

وبما أننا نحمل خلفية سماعية عن تعامل الغرب للعرب غير جيدة لكن الواقع كان مختلفاً تماماً حيث كانوا بدءاً من وصولنا الى مطار باريس ثم تجوالنا في بعض مدن سويسرا والنمسا وحتى رحلة عودتنا من نفس المطار في غاية الدقة والروعة وحسن الاستقبال وحسن تقديم الخدمات في كل منحى وهذا للأسف الشديد ما لا يتمثل به البعض من موظفي مؤسساتنا وخاصة ذات العلاقة بالخدمات المقدمة للمواطن والمقيم، فكم هو جميل أن تُلزَم كل مؤسسة بتقديم دورات سلوكية في تقديم الخدمات التي تنطلق من مهام كل مؤسسة، فالكثير منهم لازال يعتقد بأنه يقدم تلك الخدمات تفضلاً منه لا واجباً عليه.

وفي جانب الخدمات والمشاريع الوطنية والأنظمة المعمول بها في تلك الدول أرى أنها في غاية الإبداع والدقة والالتزام وخاصة النظافة الشاملة لكل شارع وزقاق، وهذا ما لا يتوفر لدينا يا وزارة الشؤون البلدية والقروية، وما لا يتوفر في دورات مياه مساجدنا التي نعدها معيار النظافة يا وزارة الشؤون الإسلامية حيث أراها -أي تلك الأنظمة- تُحترم من الجميع ولا تُخترق من أي أحد، حيث وجدت أن أهم أسباب النجاح وجود مثل تلك الأنظمة ومثل تلك المشروعات التي تخدم جميع المواطنين والسيّاح على درجة متساوية، فعلى سبيل المثال لا الحصر مشروعات القطارات أصبحت تخدم الدول والمدن وحتى القرى أصبحت تصل اليها تلك الخدمات، ونحن لنا أكثر من سبعة أعوام ننتظر تشغيل خط واحد للقطار، فهذا فعلاً شيء محزن وكمثل خدمات النقل بالمترو أو الباصات تقدم خدماتها بكل دقة وجودة، لذا نجد عدد المركبات في الشوارع قليلة، فهل تصل هذه الرسالة الى وزارة النقل؟ لنرى تلك الخدمات متوفرة لدينا.

لكن اللافت للانتباه في تلك الدول المتقدمة أن شعبها دوماً يغني ويبتسم في كل المحلات والمطاعم والمنتزهات ووسائل النقل ومقدمي الخدمات فيها.

ولعل النتيجة التي استخلصتها من تلك الرحلة وأراها أحد أسرار ذلك التقدم والحضارة والرقي هو التطبيق الكامل لقيم المساواة ووجود الأنظمة واحترامها وعدم اختراقها.والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store