Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

يا بختهم يا هناهم

A A
الحمدُ لله الذي جعَل بيتَهُ مَثابةً للنّاسِ وَأَمْناً، وزاده في القلوبِ تشريفاً وتعظيماً ومهابةً وحُسْنا، وطهَّرَهُ للطائفين والعاكفين والركّعِ السُّجود، وأَهْوى إليه أفئدةَ الجموعِ والحُشود، والصلاةُ والسّلامُ على مَنْ صدَعَ بالحقِّ من مَكَّة المكرمة على مَقْرُبَةٍ من الكعبةِ المعظَّمةِ، من فوقَ جبلِ أبي قُبيس، فالتقى بها شرفُ الزمانِ والمكانِ. نحمده سبحانه وتعالى أن أتم للحجاج حجهم هذا العام بكل يسر وأمن وأمان، ونسأله سبحانه أن يتقبلهم وأن يردهم الى بلدانهم سالمين غانمين وقد أتوا مهللين لله ومكبرين. فقد كان حجاً آمناً ولله الحمد والمنة بكل المقاييس وبشهادة الجميع، رداً علي المرجفين والمشككين في قدرة بلادنا الغالية -بلاد الحرمين الشريفين- على حماية ورعاية الحجيج والقيام بكل ما يؤدي لراحتهم كما هو الحال في كل عام ولله الحمد والمنة.

وبانتهاء حج هذا العام بهذا التميز تذكرت فرحة أهل مكة قديماً بانتهاء الموسم وأهازيجهم التي يرددونها لضيوف الرحمن وهم مغادرون إلى بلادهم والتي منها: (حجوا وبلغوا مناهم- وطلبوا الكريم أعطاهم- يا بختهم يا هناهم).

فالشكر بعد شكر الله سبحانه، لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان يحفظهما الله على كل ما قدموه وسخروه لضيوف الرحمن ولبيت الله المعظم ولمسجد نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.

أنتمُ يا خادم الحرمين الشريفين الذين حفظْتُم -بحفظِ الله- لهذا البيتِ المقدس، ولهذا الوطنِ، سِلمه وأمنَهُ ورخاءَهُ وشموخه.

إنَّ قيامَ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ بشؤون الحرمينِ الشريفين هو رسالةُ وجودِ، وهُويَّةُ كيان، وعنوانُ التزامٍ وانتماءٍ، ولذلك لا تجدُ موقفاً فيه خدمةٌ للإسلام والمسلمين وللحرمينِ الشريفين، ونَفْعٌ لضيوفِ الرحمنِ إلا وقفَتْ فيه المملكةُ العربية السعودية -بلاد الحرمين- موقفاً مشرِّفاً يملأُ بالفخرِ الصُّدور، ويُخلِّدُهُ التاريخُ بأحرفٍ من نور.

ولا عجبَ وقد اختصّها المولى عز وجل كرماً وفضلاً بالقيامِ على شؤون هذه المدينةِ المقدسةِ مكةَ المكرمةِ، المدينةِ التي لا يمكنُ لأركانِ الإسلام الخمسةِ أن تجتمعَ إلا فيها، فلأي مسلم على وجه الكرة الأرضية من هنا من بلاد الحرمين من المملكة العربية السعودية نقول له: يسعكَ أن تشهدَ وأن تصليَ وأن تصومَ وأن تزكّيَ حيثُ شئتَ، ولكنْ أنّى لك أن تضيف إلى كل هذا الحجّ إذا لم تكن في مكة؟!

وأخيراً: وطنٌ في أعينِنا حقيقٌ بنا أن نبذلَ له الغاليَ والنفيسَ، ونجدّد البيعة والولاءَ لولاةِ أمرِهِ الكرامِ، وأن ندعوَ الله تعالى له في هذا المكان الشريف والزمان الشريف أن يحفظَ أمنه وأمانه، وأن يكبتَ أعداءَهُ، وأن ينصرَ جنودَهُ على حدودِهِ، وأن يُبطلَ كيدَ الكائدينَ وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين به، اللهمّ آمين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store