Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

الفرق بين منتدى « فوكاك» ومنهج «فكاك»

تابعت لقاءات الرئيس الصيني بنظرائه من الصومال وأثيوبيا وجيبوتي ورواندا وغيرهم، وتابعت ما تمخضت عنه اللقاءات من خطوات على الأرض وقارنت بينها وبين لقاءات أخرى وعرفت الفرق.. إنه الفرق بين مصطلح "فوكاك" بمعناه الاقتصادي السياسي، ومصطلح "فكاك" بمعناه العربي!.

A A
الحقيقة التي باتت واضحة أن الأشقاء والأصدقاء الأفارقة لم يعودوا يفرحون كثيراً بنا وربما لنا.. بنا ولنا معشر العرب الذين كنا على مر العصور والأزمان محل ترحيب وتقدير وحب من الشعوب الأفريقية منذ زمن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. عاصرت آخر سنوات الفرح الأفريقي بالعرب وبدايات العتب ولا أقول الغضب أو السخط.. واستمعت لعبارات جميلة وأخرى جارحة في وصف العرب قبل أن ينصرف كل طرف للبحث عن منفعته الخاصة ولو كانت في إسرائيل.

والحق إننا كنا المبادرين بالهجر، متصورين أن العلاقة مع الأفارقة إنما هي عبء وأن العواصم الأفريقية لا يأتي منها سوى الهم وأن الموانئ الأفريقية لا تحمل سوى الغم!.

فلما كانت القمم الأفريقية العربية طغت المشكلات العربية العربية بحيث شعر الأفارقة أننا ندخل بهم في نزاعات وخلافات خاصة بنا وليس بهم، ونطلب منهم أحياناً الانحياز لدولة أو مجموعة عربية في خلاف مع أخرى عربية فإن لم يتم التنفيذ اتهمناهم بالجحود والنكران وعاقبناهم بالتجاهل والإهمال، ولم نكن ندري أننا نتجاهل مصالحنا ونهمل في حق أنفسنا!.

ارجع معي إلى القمم العربية الأفريقية التي عقدت وقارن بينها وبين القمة الأفريقية الصينية المنعقدة في بكين «منتدى فوكاك» والتي ستختتم اليوم. في قممنا معهم كنا نتناول موضوعات الإمبريالية ونحذرهم أو نطلب منهم عدم إقامة علاقات مع إسرائيل، فيما نرتمي نحن في أحضان الإمبريالية بل والصهيونية!!. لقد كنا نطلب من الأفارقة أحياناً أشياء وممارسات نحن غارقون فيها، وكنا نتجاهل دوماً ما يطلبونه منا حتى استبدلونا بغيرنا!. فلما جاءت الحقبة الصينية؛ دخل الصينيون في صلب الاحتياجات الحياتية الأفريقية ولم يضيعوا الوقت في استمالة دولة ضد أخرى أو فريق ضد آخر حتى باتت الصين سيدة الموقف.

تابعت لقاءات الرئيس الصيني بنظرائه من الصومال وأثيوبيا وجيبوتي ورواندا وغيرهم، وتابعت ما تمخضت عنه اللقاءات من خطوات على الأرض وقارنت بينها وبين لقاءات أخرى وعرفت الفرق.. إنه الفرق بين مصطلح «فوكاك» بمعناه الاقتصادي السياسي، ومصطلح «فكاك» بمعناه العربي!.

لقد جمعت الصين من خلال «طرق الحرير الجديدة» قادة 53 دولة أفريقية مبددة المخاوف حيال ديون بعض تلك الدول لبكين.

وفي ذلك يقول الرئيس الصيني: إن «استثمارات الصين في أفريقيا لا تترافق مع أية شروط سياسية. إن الصين لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأفريقيا ولا تملي عليها إرادتها».

أما وزير الخارجية الصيني «وانج يي أن» فقد حرص على توضيح حقائق مهمة منها:

-أن الرئيس الصينى شي جين بينج يجني ثمار زياراته الأربع لأفريقيا واجتماعاته مع حوالى 140 من القادة الأفارقة فى مناسبات مختلفة خلال السنوات الخمس الماضية.

- الرئيس الصينى اختار أفريقيا مرتين لتكون الوجهة الأولى لزياراته الأجنبية عندما تولى منصبه وعندما أعيد انتخابه رئيساً للصين.

- خلال السنوات الثلاث الماضية، زار 27 من زعماء الحزب الحاكم وكبار مسؤولى الدولة الصينيين أفريقيا، فيما قام 30 من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية بزيارات أو حضروا اجتماعات فى الصين.

- 24 شراكة، بينها شراكة تعاونية إستراتيجية شاملة، أقيمت بين الصين والدول الأفريقية.

- الصين حافظت على موقعها كأكبر شريك تجارى لأفريقيا لتسع سنوات متتالية باستثمارات إجمالية تجاوزت 110 مليارات دولار فى القارة الأفريقية.

- قدمت الصين أكثر من 20 ألف منحة دراسية حكومية فضلاً عن أنه فى كل عام كان هناك أكثر من مليون سائح صيني يزورون أفريقيا.

هكذا عمدت الصين من خلال منتدى «فوكاك» لجمع القارة الأفريقية الثرية بمقوماتها وثروتها الطبيعية والبشرية، فيما طبق العرب ويطبقون مع أفريقيا سياسة «الفكاك» من كل عمق إستراتيجي ومن كل صلة رحم ومن كل جيرة آمنة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store