Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

تعرف إيه عن المنطق؟!

A A
· على الرغم من تجربتنا القاسية مع الإرهاب، والحرب الطويلة التي خضناها مع الآفة التي تسببت في استنزاف قوانا التنموية والاجتماعية والاقتصادية، إلا أنه من الملاحظ أن استعداداتنا الفكرية والثقافية والتعليمية للمرحلة القادمة في هذا الجانب تحديداً؛ مازالت دون المأمول بكثير.. على الرغم من إقرارنا واعترافنا وترديدنا -في كل مناسبة- أن الحرب على الإرهاب هي حرب فكر في المقام الأول.. وأن الفكر لا يُهزم إلَّا بالفكر!.

· لا أظنني بحاجة لشهود عدل لإثبات أن تعليمنا ومقرراتنا تخلو حتى اللحظة من أي مناهج تعلم الطلاب المنطق ومهارات التفكير، وتحصِّنهم فكرياً من خلال التدريب على تحليل المعلومة ونقد الظواهر والأقوال والنظريات، وإثبات صحتها بدلاً من التسليم التلقائي بها، وهذا أمر لابد من إعادة النظر فيه خصوصاً بعد الانفجار المعرفي والمعلوماتي، واختلاط المفاهيم والمصطلحات والحقائق العلمية بالآراء المجردة التي لا تستند إلى دليل.

· في جامعة (لويزيانيا) توصلت دراسة الى أن عدوانية الطلاب وتحولهم للعنف لا يعود إلى البيئات الاجتماعية بقدر ما يعود الى افتقادهم للقدرة على استخدام إستراتيجيات التفكير المنطقي وحل الخلافات بشكل عقلاني، واقترح الباحث (كلايتون كوك) أن يتم تخصيص حصص إضافية لتعليم هذه الفنون لمن يفتقدها من الطلاب بدلاً من عقابهم.. مؤكداً أنه كلما قلَّت قدرة العقول -خصوصاً الصغيرة - على التعامل بصورة صحيحة مع الخلافات والتحديات فإن احتمالية تحولهم الى معتدين أو ضحايا تصبح أكبر، مشيراً إلى أن 30% من الطلاب حول العالم يتحولون بالفعل إلى العنف والعنف المضاد خصوصاً في المناطق رديئة التعليم، وأن الحل لا يخرج عن توفير حصص مخصصة لتعليم التفكير والمنطق وإستراتيجيات حل المشكلات.

·مع تجاوز العالم كله مرحلة نقل المعرفة؛ إلى مرحلة نقدها وإثبات صحتها قبل التسليم بها، لا أظننا بحاجة لإعادة تكرار السؤال القديم: هل يوجد لدينا مفكر سعودي؟!، فالإجابة تبدو محسومة بالنفي.. لذا فإن من الأجدى أن يكون سؤالنا وبحثنا ونقاشنا هو: لماذا لم يوجد لدينا مفكر سعودي حتى الآن؟!.. هل هناك موانع جينية أو فسيولوجية؟!، أم أن الأمر يعود لتعليمنا الذي يبدو أنه يفضل أن يُخرِّج ملايين المتَّبِعين الناقلين على أن يخوض المغامرة بالدخول في هذه المناهج التي تعد أحد أبرز عناصر التفاعل الناجح مع متغيرات الحياة !.

· العقل الذي يفتقد لأبسط أساسيات علوم المنطق والفلسفة ومهارات التفكير وحل المشكلات لابد أن يكون عقلاً مأزوماً ومفخخاً وقابلاً للانفجار في أية لحظة، كونه عقلاً هشاً، يتعامل مع كل شيء حوله بسطحية مرسي الزناتي «سعيد صالح» الذي أجاب عندما سألته المعلمة : «تعرف إيه عن المنطق يا مرسي، بقوله الشهير: أعرف إنه كويس!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store