Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

أين الدعاة؟!

A A
كان بيني وبين الدكتور عبدالرحمن السميط -رحمه الله- مراسلة، شكرني فيها بتواضع العلماء على ذِكر مجهوداته الجبَّارة في عددٍ من المقالات، أحدها مقال في 11/12/2008 عن نشاطاته الدعوية بعنوان: «دعوة وداعية»، تشرفت بعدها بتلقي رسالة منه استهلها بتأكيده على أنه لا قيمة لدين يقبع في القلب، ولا ينتج عنه عمل

يفيد الأمة، ويغير من حياة بعض الناس.

****

وأذكر اليوم هذا الداعية الكبير -رحمه الله- وأنا أرى انحسار إيمان كثير من الشباب في العديد من المجتمعات الإسلامية في الدعاة بعد تكشُّف زيف بعضهم، وابتعادهم عمَّا يُبشِّرون وينصحون الشباب به، وتجميع بعضهم ثروات طائلة تحت ذريعة الدعوة والعمل الخيري. فعلى نقيض هؤلاء -الذين كانت جل دعوتهم في أرباع دول أوربا- يتنعَّمون في أرجائها بمساجلات، رأينا بعضها في كليبَّاتٍ حية، كان السميط يتقصَّى

دول إفريقيا الفقيرة، ويتلظَّى بحرِّها ومشاقِهَا.

****

لقد كان الشيخ عبدالرحمن السميط يرى «أن أكبر العوائق أمام الدعوة في إفريقيا ليسوا هم المخالفين من النصارى وغيرهم، ولكن بعض شبابنا الذين لا يفقهون فقه الواقع ولا فقه الدعوة، رغم أنهم يعرفون الكثير من فقه الحيض والنفاس». فذهبت هذه القشور التي درسوها عن مشايخهم أدراج الريح، وظل أغلب الشباب خالي الوفاض في أخلاق

الإسلام وتعاملاته مع الحياة والواقع.

****

مشكلة المجتمعات الإسلامية مع بعض الدعاة هي «انعدام الثقة».. خاصة حينما يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.. فهم القدوة التي ينبغي أن يرى الناس فيهم أثر

ما يدعون إليه..

#

نافذة:

(إننا بحاجة إلى نشر فقه الأولويات ونشر عقيدة الحب والتسامح التي جاء بها رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الذي زار جاره الغلام اليهودي عندما مرض،

ومات ودرعه مرهونة عند يهودي، وكان إذا أراد انتقاد البعض يقول ما بال الناس).

عبدالرحمن السميط

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store