Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سر العبوس!!

سر العبوس!!

A A
الابتسامة «لوحة» أنت مالكها.. إما أن تبدع في تشكيلها فتكون جذابة وملفتة أو باهتة لا تسر الناظرين..

ليست المرة الأولى التي أرى فيها تلك الوجوه عابسة وكأنها في صراع مع العالم أجمع بل وكأنها تحمل هموم الدنيا فوق رأسها! في كل مناسبة يتكرر المشهد، أشخاص لاحظتهم مؤخرًا لم يتغيروا وكأنهم أخذوا عهدًا على أنفسهم بأن لا يبتسموا، ولا أعلم ما هو السر الحقيقي وراء ذلك، هؤلاء حسب علمي لا ينقصهم من أمور دنياهم الأساسية شيء سواءً كانت المادية أو غيرها فقد رزقهم الله الزوجة والولد والمسكن والرزق الحلال، ولو نقص عليهم شيء -وهذا لا يبرر سلوكهم- فلربما عذرناهم.

بحثت عن سر لهذا العبوس وجلست مع نفسي أفكر فظهر لي بأن القضية نفسية بالدرجة الأولى وتصورات سلبية مسبقة تجاه الاخرين في داخل أولئك الأشخاص.

هناك نوع من البشر طغى على عقولهم التفكير المادي البحت وجعلوا لهثهم خلفه هو محور تركيزهم وجل تفكيرهم وفي سبيل ذلك يقضون أعمارهم ونسوا بأن التصالح مع الذات ورغباتها والتوازن بينها وبين حقوق الآخرين عليها مطلب مهم للتعايش وأن تفقد المشاعر والانفعالات وإنزالها في مقامها الصحيح يحقق الرضا والاطمئنان الداخلي مما يعكس ذلك إيجابًا على تفاعلاتهم، البعض عندما يكون في اجتماع عام أو يحضر مناسبة اجتماعية وخصوصًا العائلية منها -وحديثي هنا عنها- تتضارب بداخله كثير من المتناقضات وتضطرب لديه المشاعر فتتفوق السلبية منها على الإيجابية فيعتقد بأن الآخرين أعداء له وحتى حينما يبتسم ويطلق محياه -بتوجس وارتباك- يتصور بأن ذلك يفقده هيبته وقدره فلذلك ينسى سلوكه وتصرفاته عند مخالطتهم، والعاقل ومن يملك الذكاء الاجتماعي ومهارات التواصل ولديه قدر كبير من الثقة بالنفس ويفكر في ما عند الله وفي معالي الأمور بعيدًا عن الأشخاص سينتصر على ذاته من الداخل وستكون الابتسامة ونشر البهجة عنوانه وسيستطيع أن يفصل بين همومه الخاصة وما يعتريه من ألم -لا قدر الله- وبين التعايش والتفاعل الإيجابي مع الآخرين ولن يضرب به المثل بعد اليوم في عبوس الوجه وتقطيب الجبين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store