Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

سفسطائيات.. العاطفة المتعقلة

No Image

A A
هل مات إنسان الغاب؟

من أقوال أفلاطون: «العقل يضبط الشهوات، والعواطف تساعد العقل في عمله، كالغضب من الأعمال المنحطة، والخجل من الكذب»إ إذا كانت وظيفة العقل أن يكون محتسبًا ضد الشهوات يأمر وينهي، وكانت العاطفة المرشد الروحي، والواعظ المذكر بالجريرة.. فلماذا نجد وظيفة العقل تتعطل عن العمل إلا في الظروف الشريفة التي تساعد الإنسان أن يبقى كذلك، أو في ظروف قوة صبره التي تجعله يتغلب على النزوات، وقوة عاطفته النقية التي تجعله يتنبه كلما أراد أن يرتكس.

وهنا يُطرح التساؤل المهم: هل هذه القوة ناتجة عن شعور الرغبة في الخير؟ أم أنها ناتجة عن قناعات ومآرب أخرى ينطوي عليها العقل التبريري النفعي، الذي يجد الخير والحق وكثيرًا من الأعذار والحيل كلما احتاج إليها؟!

ففي حين أن السياق الحكيم وسياق الخير يخدمه ولا يؤذيه؛ فإنه سيظل يسل سيفه مؤمنًا به، أو بالأحرى، بقوة عقله الذي يحتوي أفكارًا يدركها، وأفكارًا تغيب عن إدراكه.. ويظل هذا الحكيم القوي ذو العقل الراشد غارقًا في الخير، إلى أن يكشف موقفٌ ما حقيقة التفكير الخير الذي التمسه، وأنه -ما هو إلا- أفضل الطرق المتاحة، وفق احتياجاته؛ فينفض عنه وعن كل قيمه وادعاءاته، ويظل يبرر؛ تهربًا من الشعور بالذنب وما تبقى من العاطفة (الواعظ المختبئ في داخله).

فهل مات إنسان الغاب أم أنه أصبح أكثر أناقة، يرتدي الماركات الفارهة، يخفي غرائزه بحنكة، وينقض على خصومه وقت الحاجة، وبطرق أكثر ذكاء، ويدعي الخير والحكمة وقت ما يريد أيضًا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store