Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

طَبْطب وليّس!

ضمير متكلم

A A
* الأسبوع الماضي اضطرتني بعض الظروف العملية لزيارة عدة مناطق ومحافظات، منها: القصيم، والرياض والخَرج، والمجمعة، وهناك إضافة إلى المدينة المنورة لا حديث في المجالس والمنتديات وبعض الملتقيات، التي حضرتُها إلا عن العجز الكبير في المعلمين والمعلمات، الذي يَعْصِفُ بالعديد من المدارس.

* وزارة التعليم حَاولتْ معالجة هذه الأزمة من خلال عِدّة إجراءات، منها: تكليف المدرسين والمدرسات بأَنْصِبَةٍ عالية من الحِصَص، ربما تجاوزت الـ(24 حصة أسبوعيًا) حتى في التخصّصَات والمقَرّرات المُجْهِدَة في تدريسها كـ(الرياضيات)، كما أجبَرتْ طائفة من المعلمين على تَدريس مناهج لا علاقة لهم بها؛ فالمتخصص باللغة العربية –مثلًا- عليه أن يتولى تَعْليم الدِّين، والعلوم، وحتى التربية الفَنّيّة، وهذا يأتي وفْق القاعدة الشعبية: (طَبْطبْ ولَيّس يِطْلَع كِوَيّس)، وكذلك قامت الوزارة بِإلزام بعض المدارس بِدمج الفُصُول الدراسية؛ فليس مهمًا عند مسؤوليها تَكَدُّس الطلاب في قاعات صغيرة، الأهَم محاولة حَلّ تلك الأزمة بأية طريقة ووسيلة حتى لو خالفَتْ وعارضتْ القواعدَ والمُسَلَّمَاتِ التربوية والإنسانية.

* أزمة عَجْز المعلمين، التي برزتْ هذا العام، والتي رافقت مشكلات أخرى كـ(عدم الصيانة، التي ضَربَتْ عددًا من المدارس، وكذا تأخير تسليم مقررات السنة الأولى من المرحلة الثانوية)، كلها تؤكد أن وزارة التعليم لم تستعِد أبدًا لاستقبال طلابها وطالباتها، رغم إجازة الصيف الطويلة، بل لعلها آخر مَن يعلم عن تاريخ بداية الدراسة مع أنها مُعلَنَةٌ منذ سنوات.

* وهنا مسؤولو وزارة التعليم يُردّدون كثيرًا حكايات التّطوير ومواكبة المُخرَجَات لرؤية المملكة 2030م؛ التي من أجلها تُنَفّذُ المؤتمراتُ والندواتُ والمشروعات والبرامجُ التنظيرية، التي تُنفِقُ عليها الملايين من الريالات سنويًا، بينما يتَنَاسَون أو يتجاهلون المُعَلِّم، والمُقَرّر، والبيئة المدرسية الصحية الجاذبة؛ وتلك أهَمّ أركان العملية التعليمية، التي والله لا نطالبهم بأكثَر منها، فكما يقول المَثَل: (لِيْتهُم بِحِمْلُهُم يُثُوْرُون أو يقُومون).

* أخيرًا النقص الحَادّ في أعداد المعلمين والمعلمات يبدو أن من أهم أسبابه هَرْوَلَتِهم للتّقَاعد المبكر، حيث نقلتْ (صحيفة عكاظ في 26 فبراير الماضي) أن مجموع أولئك للعام الحالي فقط يتجاوز (8900 مُعلم ومعلمة)، وهو ما يُؤكِّد على معاناتهم، وعلى تلك البيئة الطاردة لهم، هو ما يجب أن تلتفتَ له وزارة التعليم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store