Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

لماذا لا يخبرونك عن مكونات طعامك؟!

A A
• هل سنتناول قريبًا «مشروبًا غازيًّا» بطعم القنب؟! يبدو أن هذا ما سيحدث بالفعل.. فقبل أيام نشرت شبكة CNN خبرا مفاده أن إحدى شركات المشروبات الضخمة تدرس إضافة مادة «سي بي دي» الموجودة في (حشيشة الماريجوانا) إلى منتجاتها، لتنضم إلى ما يسمى بسوق (المشروبات الصحية الوظيفية)، التي تصل قيمتها في الولايات المتحدة إلى 50 مليار دولار!. والهدف بالطبع هو زيادة إدمان البشر حول العالم على منتجات الشركة، وليذهب كل شيء إلى الجحيم!

• الرأسمالية المتوحشة التي لا تعترف بالأخلاق، هبطت بالإنسان إلى حدود غير مسبوقة وغير متوقعة، فلم تكتف بأن (سلّعت) كل شيء وحوَّلته إلى (بيزنس وأرقام)، بل تجاوزت هذا إلى العمل على سجن الإنسان في دوائر لا متناهية من الإدمان الشرائي، بالضغط على غرائزه وجعلها في حالة تعطُّش دائم لمزيد من الحاجات، وتحويله إلى مستهلك شره، يُفكِّر بغرائزه لا بعقله!

• الأمر ليس جديدًا، ولا يقف عند (مشروب الماريجوانا) فقط، فكثير من الشركات تتّبع منذ عقود ذات الأسلوب (غير الأخلاقي) في جر الإنسان نحو إدمانٍ (ماتع)!.. وقبل فترة نشرت إحدى الصحف تقريرًا صادمًا عن المواد (المقززة) التي تدخل في طعام الإنسان دون أن يدري، بهدف إدمانه.. منها مثلًا المشتقات المستخدمة في تحسين طعم الخبز؛ والتي تُسمَّى «Lcysteine»، وتُستخرج عادةً من ريش الدواجن، أو من شعر الخنزير، وأحيانًا من الشعر الآدمي المُذاب!. لا تتعجب.. فحتى صبغات الطعام التي يُصنع معظمها من مشتقات البترول وقطران الفحم؛ يصنع بعضها الآخر خصوصًا الحمراء؛ من (مسحوق حشرات) تجمع من أمريكا الجنوبية، تم تُجفف وتُسحق لتكَوّن المادة التي تصبغ الكثير من الأطعمة التي نتناولها. فهل أخبرتك الشركات بشيء كهذا؟!

• بالتأكيد إنها لم تفعل.. ولن تُخبرك أيضًا أن بعض شركات المياه الغازية تضع مادة (BVO) التي تستخدم في صناعة حاويات إطفاء الحريق في منتجاتها، من أجل تحسين الطعم، رغم أنها مادة ممنوعة في أوربا!. أما التراب (أجلّكم الله) أو (رمل السيليكا) فتضيفه بعض شركات تصنيع الأطعمة سريعة التحضير لتحسين قوام منتجاتها؛ وخاصة التي تتخذ شكل المسحوق، مثل الشوربة سريعة التحضير، ومبيّضات القهوة، من أجل انسيابيتها والتقليل من تكتلها.. والصادم أن هذه المادة (ثاني أكسيد السيليكون) تدخل في صناعة المبيدات الحشرية؛ نظرًا لقدرتها على إزالة الطبقات التي تغطي أجساد الحشرات!.

• قائمة المواد المقززة والضارة التي أدخلتها الرأسمالية المتوحشة في طعام الإنسان -بهدف تدجينه- طويلة ومتشعِّبة، وما خفي منها أعظم وأكبر.. كُن واعيًا، فلن يُخبرك أحد بتفاصيلها، لأن الرأسمالية أوشكت على القضاء على المسؤولية الاخلاقية عند كثير من الشركات، ولأنها أصلا لا تهتم من الأخلاق إلا بما يُحقِّق لها المنفعة والاستمرارية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store