Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

تأبير الفواكه في أستراليا !!

A A
الفواكه من نِعَم الله التي لا تُعَدّ ولا تُحْصى، وهي أكْل أهل الجنّة، جعلني الله وإيّاكم ممّن تتدلّى أغصانُ أشجار الجنّة عليهم، وتدنو منهم، وتتذلّل إليهم، لنقطف فواكهها، ومن حولنا عيون السلسبيل والغِلْمان والحُور العِين!.

وكما أنّ الفواكه نعمة فإنّني أعتبر أكلها دون تقطيع نعمة أخرى، إذ يكتمل لديّ طعمها اللذيذ وفيتاميناتها المفيدة وأنا أقضمها رُويْداً رُويْداً، وأنظر إليها بِطَرْفٍ فيه إعجاب وحنان، وكأنّها ياقوتة نفيسة، وفي مثل هذا قال الشاعر:

انظُرُ إليها في حُسْنِهَا لمّا بَدَتْ لِلْعَيَانِ..

كأنّها ياقوتة قد لُطِّخَت بالزعفران..

لهذا، أصابني الحُزْن على أصدقائنا الأستراليين، لا سيّما وأنّ بعض لاعبيهم في كرة القدم صاروا يلعبون في دورينا، وأصبحوا منّا وفينا، إذ حسب جريدة الشرق الأوسط (١١ محرّم)، تُحقِّق شُرطتهم هناك في ١٠٠ قضية عن اكتشاف إبر خياطة موضوعة بفعل فاعل في الفواكه، واعتبرته الشُرطة تلاعباً ينحدر لدرجة الجنايات، وأعلنت عن مكافأة مالية ضخمة لمن يُدلي بمعلومات عن الأفراد أو العصابات التي تقوم بهذا العمل الإجرامي، ورفعت عقوبة التلاعب إلى السجن لمُدّة ١٥ سنة، كما نصحت بأكْل الفواكه مُقطّعة على سبيل الاحتياط!.

ولو استشارني الأصدقاء الأستراليون لقُلْتُ لهم بادئ ذي بدء أنّ من يقومون بـ «تأبير» الفواكه -وما بين القوسين، أي «تأبير»، هو مُصطلح جديد قد اخترعته أنا بعبقريتي اللغوية، ويعني حشو الفواكه بإبر الخياطة الحادّة- هم أناس كارهون للبشرية، كارهون للصحّة، كارهون للجمال، كارهون للمذاق الطيب، كارهون للنعمة، كارهون للجنّة التي هي مثوى الفواكه، وهكذا عقوبة هي لا جرم أنّها مُخفّفة، وتحتاج لتغليظ وتعزير، إذ ما أسوأ أن يأكل الإنسان الغافل فواكه ثمّ تُغرز إبرة حادّة في لسانه، أو لثّته، أو حنجرته، أو «لغاليغه» كما قال عادل إمام في مسرحية «مدرسة المشاغبين»، بل وما أسوأ أن يبتلع الإنسان الإبرة غير القابلة للذوبان والهضم مهما بلغت العُصارات الهضمية من قوة، فتعيث الإبرة فساداً في الجهاز الهضمي، والشاطر هو الذي يُخرجها دون تدخّل طبيب جرّاح يشتغل بإتقان، فأرجوك يا أستراليا، اقبضي على المجرمين الذين يقومون بالتأبير، وعاقبيهم بقسوة، ولا تلوميني إذا قاطعت فواكهك المُستوردة من قبلنا، حتّى تقرّ عيني برؤيتهم خلف القضبان، ومُسلّطةٌ عليهم حيوانات الكانغرو التي تُجيد اللكم والرفس والضرب!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store