Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

انطلاق قطار الحرمين.. ولكن!

ضمير متكلم

A A
* رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفل تدشين قطار الحرمين الشريفين تُؤكِّد على اهتمامه -حفظه الله- بكل ما يخدم المواطن والمقيم والزائر، كما أنه يُترجم بوضوح عناية المملكة بضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، وإهدائهم كل ما يجعلهم يؤَدون مناسك حجهم أو عمرتهم بِيُسرٍ وسهولة، وفي أجواء من الرعاية والرفاهية.

* فهذا القطار السريع يقطع المسافة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، والتي تبلغ (450 كم) في أقل من ساعتين، يَنعم فيها الركَّاب بالخدمات الراقية والتقنيات الحديثة، والرائع في ذلك القطار قدرته على نقل أكثر من (60 مليون مسافرٍ سنوياً)؛ ليأتي ذلك داعماً لرؤية المملكة 2030م، والتي من عناوينها الرئيسة: (مضاعفة أعداد الحجاج والمعتمرين) لِتَصِل لـ(30 مليوناً في العام) بإذن الله تعالى.

* أُباركُ للوطن انطلاق هذا المشروع العملاق؛ ولكن ما أعجب منه هو غلاء أسعار تذاكره؛ فحسب ما أُعلن ستكون قيمة التذكرة للاتجاه الواحد بين مكة والمدينة (150 ريالاً على درجة الضيافة، و250 ريالاً لمقصورات رجال الأعمال).

* وهي أسعار مبالغ فيها جداً، كما هو الحال في القطارات الأخرى، ولا أجد لذلك مبرراً إلا سعي الشركات المشغِّلة لتحقيق الأرباح منذ الشهور الأولى للتشغيل، دون الالتفات إلى أن معظم الركاب هم من ذوي الدخل المحدود.

* فالمتعارف عليه في العَالَم أجمع أنّ (القِطار) هو وسيلة النقل الشعبية والاقتصادية الأولى؛ لأنّ الأعداد الكبيرة للمسافرين عليه؛ من خلال تعَدُّد مقطوراته، تُسَاهم في تخفيض تذاكره، فَفِي (بريطانيا مثلاً) هناك تذاكر مُمَغْنَطة ومُخَفّضَة موحَّدة للباصات والقطارات والمترو؛ وذلك إيماناً بأهمية المواصلات العامة في حياة الناس، وتشجيعاً لهم على استخدامها؛ لذا تكون قيمتها مناسبة لجميع الطبقات الاجتماعية، فما أرجوه الإفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في هذا الميدان، وإعادة النَّظَر في أسعار قطاراتنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store