Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

وقفات مع الشعر والشعراء!!

A A
• تنويعاً في مادة الحلقة، وتشويقاً للقراء وخاصة من تيَّمهم حب الشعر العربي الأصيل، أقدم فيما يلي قراءة وجيزة في بعض أبيات شعرية لشعراء مشاهير تجلَّى شعرهم بالجودة والحكمة وصواب الرأي وسمو الهدف والمدلول، وظل وما يزال شعرهم على ألسنة عشاقه، يتغنون به في مجالسهم ومناسباتهم على مر الأيام (إعجاباً وتخليداً).

• فقد تجلَّى شعر الإمام الشافعي رضي الله عنه بالحكمة والجودة، ومن جميل شعره معنىً ومبنىً قوله من قصيدة إخوانية مشهورة، لا تكاد تغيب عن حديث مجالس الفكر والأدب:

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة

فلا خير في ودٍ يجيء تكلُّفا

وهي من قصيدة بدأها بقوله:

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً

فدعه ولا تكثر عليه التأسُّفا

وله مقولة مشهورة يمتدح فيها شعره تقول:

ولولا أن الشعر بالعلماء يزري

لكنت أشعر من لبيد

• وبالفعل كانت له شاعرية فذة، فاق بها أقرانه من العلماء! وواكب بها العديد من الشعراء المشاهير.

• ولبشار بن برد قصيدة مشهورة في (الأخوة) تجلت هي الأخرى بالصبر والأناة والحكمة تقول:

إذا كنت في كل الأمور معاتباً

صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

فعش واحداً أو صل أخاك فإنه

مفارق ذنبٍ تارة ومجانبه

إلى أن قال:

إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى

ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه

بمعنى أن أكدار الحياة أكثر من صفوها، وللصابر على بلوائها في النهاية جائزة تمثل (الفوز.. والنجاح) دنيا وآخرة.

ويوافق هذا المعنى قول زهير بن أبي سلمى من قصيدته الميمية:

ومن لم يصانعْ في أمور كثيرة

يُضرّس بأنياب ويوطأ بمنسم

• ومن غزل بشار الراقي لغة ورمزاً قوله:

يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة

والأذن تعشق قبل العين أحياناً

ولأنه فاقد البصر، فقد أشجاه ذلك الصوت الشجي المدوي في الحي فعبَّر عنه بسماع الأذن بدلاً من رؤية المعشوق.

• خاتمة: أختم هذه الإطلالة الوجيزة على عاطر الشعر العربي الأصيل بالقول المأثور: ((إن من البيان لسحراً.. وإن من الشعر لحكمة..)).

وبالله التوفيق ..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store