* العزيزة (وزارة الإسكَان) استغلت انشغال الجميع بالاستعداد لاحتفالية اليوم الوطني؛ لِتُطلق عبر نشرتها الدورية -كما نقلت صحيفة سَبق الإلكترونية- إحصائية أو دراسة أظهرت بأنَّ نسبة تملُّك المواطنين السعوديين للسّكَن ممن تزيد أعمارهم على (15 عاماً) تصل لنحو (60%)، وهو يقترب من المعدل الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية، أيضاً أظهرت الدراسة تلك أن (40%) من الشباب السعودي حديثي التخرج ممَّن تتراوح أعمارهم بين (15 إلى أقل من 35 عاماً)، وأن (81%) ممن تزيد أعمارهم على (55 عاماً) يمتلكون مساكن، وهي -بحسب الدراسة- نسبة عالية مقارنة بنظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية التي تقارب الـ(35%، و75%) على التوالي!!
* الأغرب في تلك الدراسة من المقارنة بأمريكا التي عدد سكانها يتجاوز الـ(300 مليون نسمة) دون غيرها من الدول، تلك الأرقام العجيبة التي منها: التأكيد بأن حديثي التخرج ممن أعمارهم (15 سنة، وأقل من 35) يمتلكون منازل؛ فصدّقوني حاولتُ أن أصدّق تلك الدراسة، وبذلتُ المستحيل بحثاً عن ذلك؛ حيث اتصلتُ بالأقارب والأصدقاء وسألتُ مجموعات واتساب، وكذا بريد إلكتروني أتابعها؛ لعل أحداً يذكر لي فقط (10 من أولئك الشباب) الذين لهم سكنهم الخاص؛ ولكن كل محاولاتي باءت بالفَشَل، بل ووجدتُ السخرية والتهكم ممن سألتهم، حتى إن بعضهم وصفني بالجنون، ونَهَرنِي قائلاً: حديثُ التخرج يا هذا لايجد وظيفة، فكيف يكون له سَكَنه الخاص؟!
* فَلست أدري من أين جاءت (وزارة الإسكان) بتلك الإحصائيات والنِّسَب؟، فحتى لو اعتبرتْ أن مَن يسكن مع أُسْرَتِه وفي البيت الذي يمتلكه والده من تلك الفئة؛ فلن تصل أبداً لتلك الأرقام؛ فهنَاك شرائح كبيرة من السعوديين تقاعد أفرادها، وهَرموا، وماتوا وهم ينتظرون منحة أرض، ثم قرض سَكَن!
* وهنا يبدو أن (وزارة الإسكان) قد تورّطت في شركة علاقات عامة تحاول تحسين صورتها أمام المجتمع، حتى لو كان ذلك عن طريق أخبار أو دراسات وأرقام بعيدة عن الواقع.
فما نرجوه من (الوزارة) أن تسعى لبث الحقائق وليس المزاعم، وأن تنشر بمصداقية ما أنتجته خلال (13 سنة) من عمرها منذ كانت هيئة، ونسبة المواطنين الذين استطاعت أن تقدم لهم السكن بقروض ميسرة، وليس بفوائد تراكمية تلتهمها البنوك التجارية؟!.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
