Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

تعليمنا يحتاج الكثير..!

A A
ونحن نعيش مرحلة التحول الوطني 2020 من مراحل خطتنا الوطنية الطموحة 2030، والتي خُصِّصت لإحداث التحوُّل الوطني في مختلف المجالات الحياتية بهدف بناء قاعدة تنموية متينة تستند على بنية تحتية قوية، لديها المقدرة على استيعاب كافة المشاريع والبرامج العملاقة التي تحملها المراحل التابعة، لذلك استوقفتني كثيراً أوضاع مؤسستنا التعليمية التي يفترض أن تكون في مقدمة المؤسسات عملاً لاستيعاب تلك الخطة، كون التعليم يعد المنطلق الأساس لكل حراك تنموي وكل عمل تطويري، فهي -أي مؤسسة التعليم- بمختلف اتجاهاتها المعرفية والسلوكية والمهارية تعد في مقدمة المطالب لإحداث الرقي الحضاري، لكن اللافت للانتباه أنها مازالت بحاجة للكثير في مختلف عناصرها، ومازال هناك بعض القصور الذي يظهر في جسدها، فالبنية التحتية لكثير من المدارس ما زالت تبحث عن متطلبات ضرورية وتجهيزات لازمة، من معاملٍ وملاعب وأدوات ومكتبات وتجهيزات، فعلى سبيل المثال لا الحصر «المدارس المستأجرة» ما زالت تعمل وبأعداد لافتة، وجميعنا يعلم أن مبانيها تعد بعيدة كل البعد عن المطلب التعليمي، فأجهزة التكييف والملاعب والتجهيزات ما زالت قاصرة في الكثير من المدارس، والأنظمة واللوائح والهياكل التعليمية الخاصة بالوزارة، متقادمة، وكذلك صياغة الأهداف العامة والخاصة متقادمة أيضاً، والأغرب من ذلك أن بعض القيادات التعليمية لا تزال تعمل بنفس النهج القديم، بالرغم من تجاوز المرحلة التي يُفكِّرون ويعملون بها، لما نعيشه في عصرنا الحالي، وكذلك المعلم الذي يُعد الدينمو المحرِّك لكل عناصر العملية التعليمية، ما زال يحتاج إلى الكثير من الإعداد في كليات التربية، وإلى التدريب المكثف لمهارات التدريس، وأن يتلقى تلك المهارات من قبل خبراء للتعليم تستقطبهم الوزارة من الدول التي قطعت شوطاً متباعداً في التطور كون التدريب الذي يتم حالياً يبدو باهتاً، لأن المدربين من نفس البيئة، لذا أتمنى أن تستقطب الوزارة شركات متخصصة في مجال تدريب المعلمين، وقبل ذلك يُعاد النظر في طرائق ومناهج وآليات كليات التربية التي تُخرِّج المعلمين، فعلى حد علمي أنها ما زالت تحتاج الكثير أيضاً.
وبما أن قادتنا -رعاهم الله- يتطلعون إلى الارتقاء بوطننا الحبيب إلى مصاف الدول المتقدمة، ويسعون لأن نكون دولة منتجة للمعرفة لا مستهلكة لها، فإن نظام التعليم لدينا لابد وأن تُعاد صياغته، من حيث سياسته وخططه، وأنظمته وهياكله ومبانيه، وكافة مكوناته البشرية والمادية، بما يتفق ومسايرة التطور الذي يعيشه العالم من حولنا، ويقيني أن قيادتنا -رعاها الله- في هذه المرحلة تحديداً تسعى لتحقيق ذلك الغرض، حيث نراها تُقدِّم كل الدعم بمختلف صوره.. لذا أتمنى أن تأخذ الوزارة في الاعتبار التشخيص العلمي الدقيق للأسباب التي أفشلت الكثير من التجارب التطويرية السابقة، وتتلافاها، خاصة وأن تلك التجارب السابقة أهدرت الكثير من الأموال والوقت والجهد، مما يترتب عليه ضمور الجانب المعرفي والسلوكي للطلبة والطالبات. والله من وراء القصد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store