Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

ناسخ آلة في زمن نيوم؟!

ضمير متكلم

A A
* قبل أيام أعلنت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عن تعيين (100 مواطن) على وظائف صحيّة وإدارية؛ وذلك في خطوة وصفتها بأنها أكبر عملية توظيف إدارية تشهدها في عَام؛ فشكراً للجامعة على شفافيتها وعدالتها في طرح تلك الوظائف، وفي محطات الترشيح والتعيين عليها؛ فكلها كانت واضحة المعالم، وملتزمة بالإجراءات النظامية -بحسب تصريح معالي مديرها الدكتور حاتم بن حسن المرزوقي-.

* ولكن ما يلفت النظر ويَستَدعِي كل علامات الاستفهام والتعجب أن بعض تلك الوظائف كان بِمُسمّيَات قديمة نسيها البَشَر منذ سنوات طويلة، ومن ذلك (كَاتِب، ونَاسِخ آلَة)؛ طبعاً الجامعة لا علاقة لها ولا ذنبَ في الموضوع؛ فتلك المُسَمّيَات البالية تأتي من (الخِدمة المدنية)، التي يبدو أنها استدعَتْ (السّيدة الآلَة الكاتبة من المتاحف)؛ وتمسَّكت بها معتقدةً بأن خِطابات ومعاملات الإدارات الحكومية ما زالت تُكْتَبُ بها وتَدورُ في فَلَكِهَا.

* وهنا -بحمد الله- أكثر وزاراتنا وإداراتنا الحكومية ركبت قطار التطور والتكنولوجيا في جميع إجراءاتها، وتخلَّت عن الورق تماماً، رافعة راية تحديث أنظمتها، صانعة خططها المستقبلية الطموحة.. إلا أن (وزارة الخدمة المدنية)، فيما تبدو (مَكَانِك راوِح)، كما يؤكد المصطلح الدَّارِج، خاصة فيما يتعلق بمسميات الوظائف والترقيات، وحتى الرواتب والعلاوات السنوية القليلة لمنسوبيها، لاسيما في المراتب ما دون العاشرة؛ وكل ذلك يَحدث في وقت تَحلم فيه بلادنا بـ(نِيُوم)، وتسَابق الزمن بحثاً عن الذكاء الاصطناعي.

* (الخدمة المدنية) قد يكون لديها استراتيجيات جديدة كما تؤكد تصريحات مسؤوليها؛ لكنها حتى الآن تبقى حبيسة الأدراج؛ فلا أثر لها حتى اليوم على أرض الواقع؛ فهذه دعوة لأولئك الأعزاء الذين نُقَدِّرهم ونثِق بهم لتحويل الأقوال إلى أفعال، والنظريات إلى تطبيقات، لمحاولة اللحاق بِركب ما يشهده الوطن من تحولات إيجابية متسارعة في شتى المجالات، ولعلهم يُفِيْدون من تجربَة (وزارتِي الداخلية والعدل)، وقد نجحَتَا جداً في تطوير ومَيْكَنَة الخدمات التي تقدمها للمستفيدين.

* أخيراً وفي ذات الإطار، لستُ أدري ما الفائدة من إطلاق ملتقيات ميدانية للتوظيف في مناطق متباعدة، تشهد تكدساً من العاطلين الذين يَنْشدون بارقة أمَل، والذين بعضهم لحضورها يتكبدون عناء السفر وتكاليفه وهم بلا دَخْل؟، وخير مثال على ذلك ما حصل في المدينة المنورة قبل أسبوعين؛ حيث اجتمع أكثر من (12 ألفا من العاطلين) في اليوم الأول لملتقى يعرض فقط (1000 وظيفة)؛ فلماذا لا يكون هناك (بنك إلكتروني مركزي للوظائف الحكومية والخاصة)، يمكن للباحثين عن العمل متابعته عبر الإنترنت وتطبيقات الهاتف المحمول؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store