Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

شجاعة شذى المهنا ومركزية الأمانة!!

A A
في مقابلتها الصحفية المنشورة بصحيفة عكاظ (٢٠ محرّم)، صرّحت رئيسة بلدية ذهبان، شذى المهنّا، أنّها تسعى للحصول على صلاحيات أوسع من الأمانة، وأنّ دور البلديات يقتصر على تجميع طلبات السُكّان، وإعداد التقارير عنها، ورفعها إلى الأمانة!.

وهو تصريح شجاع من المهنّا، إذ أشارت بشكل غير مُباشِر إلى «مركزية» الأمانة، وزاد التصريح شجاعةً أنّه صادر من امرأة، وكأيّن من رؤساء بلديات هم رجال قد تخلّوا عن الشجاعة، فلم يُصرّحوا بمثل ذلك ولا حتّى عُشْرِه، فلله درّها من رئيسة بلدية شجاعة!.

ومركزية الأمانة هي إحدى سلبياتها، وهي تُحوِّل البلديات لمُجرّد وسيط لا حول له ولا قُوّة بين السُكّان والأمانة، وتُعطّل الأعمال بنسبة كبيرة، وهي تُشبه وساطة الأمّ ضعيفة الشخصية بين أبنائها وبين الأب قويّ الشخصية، هل تُفْلِح؟ كلّا وألف كلّا؟!.

ومعروف عن المركزية أنّها من الأساليب الإدارية الفاشلة في تحقيق الرؤى والأهداف، وطبيعة الأعمال البلدية تستلزم الابتكار والتفاعل الميداني السريع مع ما يحصل في المواقع الواقعة ضمن حدود البلديات، وهو ما لا يتحقّق إذا جعلنا البلديات القريبة من المواقع ترفع تقارير فقط بينما الأمانة البعيدة تُقرّر ما سيُنفّذ!.

وما أدرانا أنّ قرارات الأمانة قد لا تدعم تقارير البلديات مع احتمال جودة مُحتواها؟ وعندها تكون خسارة السُكّان مُضاعفة، وأحياناً تكون المركزية وبالاً إذا تدخّلت الناحية الشخصية في اتخاذ القرارات، فرُبّ موظّف مسئول في الأمانة لا يُطيقُ رئيسَ بلديةٍ ما فيضرب بتقاريره عرض الحائط، والخاسر أيضاً هو السُكّان!.

ولهذا لا ترى مدن العالم المتطوّرة تُسمِّي بلديتها الرئيسة بـ «الأمانة» ولا فروعها بـ «البلديات»، بل كلّ مرافقها هي بلديات بصلاحيات واسعة، وكلٌ يتحمّل مسئولياته، وكلٌ يُكافأ إذ أحسن، وكلٌ يُحاسب إذا أساء، وأمين جدّة الجديد مقاول سابق، ومن أكثر الناس معرفة وإيماناً بفشل المركزية، وبأنّ مواقع البلديات مثل مواقع المقاولات، تحتاج لمُديرين بصلاحيات واسعة، تشمل السيولة المالية المطلوبة والمرونة الإدارية اللازمة لإنجاح عملهم، لا أن يرفعوا مُطالبات السُكّان فقط، مُنتظرين اعتمادها أو تأجيلها أو رفضها!.

فشكراً لشذى، لقد رمت الكرة في ملعب الأمانة المركزي، وهي ونحن ننتظر تسجيل هدف التغيير والتعديل والفوز، بما يجعل كلّ بلدية شُعلة نشاط مُستقلّة في سبيل تجميل جدّة الحبيبة، لا أن تكون كاتبة «معاريض» مُطالبات روتينية!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store