Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

جيل تائه!!

A A
· لكل جيل مشاكله وتحدياته الخاصة الناجمة عن ظروفه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يفرضها واقعه المعاش والتي قد لا تتشابه مع ظروف وتحديات من سبقهم.. ومع تنامي التواصل العالمي، تشاركت العديد من المجتمعات في مواجهة تحديات متشابهة، خاصة فيما يتعلّق بالوظائف والبطالة والتعليم، وتحسين جودة الحياة في فرص السكن والعمل والتعليم والصحة والترفيه والتي تعد المنتج الرئيس لكثير من مشكلات المجتمعات المعاصرة.

· يمكن تلخيص أبرز التحديات التي تواجه الشباب اليوم في الضعف والتهميش الملحوظ لدور العقائد الدينية والهويات الوطنية والثقافيّة أمام تيارات عالمية توهمهم أنها أكثر رسوخاً ومصداقية وتجربة من هوياتهم المحلية!.. ثم في ارتفاع نسب إدمان المخدرات خصوصاً بعد اتجاه بعض الدول لتقنين وتشريع بعض أنواعها، وبالتالي زيادة نسب الجريمة وتصاعد معدلات الشعور بالخوف بين الشباب!. كما أن انهيار النظام الاجتماعي للأسرة في بعض الدول ساهم في زيادة نسب الطلاق بل وعزوف بعض الشباب عن الزواج، وتبرير البعض الآخر للعلاقات غير الشرعيّة! . ناهيك عن البطالة وتناقص فرص التوظيف بالإضافة إلى تزايد شراسة النظام الرأسمالي، وترسيخ النمط الاستهلاكي على حساب الحاجات الأساسيّة، من خلال ضغط الإعلانات التي بدّلت سلم الأولويات لديهم، وأغرقتهم في سيل الأطعمة السريعة، والألعاب الإلكترونية، والتقنية، مما رفع من متطلباتهم وزاد من معدلات جنوحهم نحو الجريمة!.

· بالمقابل.. ومع تقديرنا للجهات المعنية، والتي يقال إنها تبذل جهوداً لحل قضايا الشباب، أتساءل: أين هي البرامج والخطط الإستراتيجية الخاصة بالشباب وقضاياهم وحل مشاكلهم وتحدياتهم في زمن الفضاء المتخم بازدواجية المفاهيم؟!. وما الذي تم عمله من أجل هذا الجيل الذي لم يشاهد منذ أن شبَّ إلا الدم والتطرف وصور الإرهاب البشعة؟!. هل تأخذ هذه البرامج -على افتراض وجودها- برأي الشباب أنفسهم، أم يتم التفكير بالنيابة عنهم كالعادة؟!، وهل استطاع تعليمنا زرع القيم الإنسانية والأخلاق والمنطق المعتدل في نفوسهم؟!، وهل أوجدنا القنوات التلفزيونية التي تتكلم بلغتهم وتفكر بعقولهم وتستنبط مشكلاتهم وتحافظ على هويتهم، وتعلِّمهم أن تقبُّل الآخر لا يعني تقليده، وارتداء ثوبه ومعتقداته؟!، هل علَّمناهم كيف يسألون.. يفكرون.. كيف يصنعون أنفسهم وعلاقاتهم وأعمالهم الخاصة؟!.

· أسئلة كبيرة وعميقة يحتاج كل منها إلى مقال بل مقالات لسبر أغواره وتقصي آثاره على جيل يبدو تائهاً وحائراً -حتى لا أقول عاجزاً- أمام تحديات كبيرة وخطيرة ومتسارعة سلبته استقلاله المالي والوظيفي والفكري أيضاً.. تحديات تتطلب فكراً جديداً، يزيل الغشاوة عن عيون البعض منهم، ويقدم حلولاً مبتكرة تتناسب مع مشكلاتهم والأهم تمكين الشباب وإشراكهم في الحل.. فهم الأقدر على تفهُّم مشاكلهم وإيجاد الحلول المناسبة لها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store