Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

الكشف المبكر والشريط الوردي

قبل سنوات عندما بدأت هوجة الفزع من انتشار سرطان الثدي بين النساء واظبتُ على الكشف السنوي بجهاز الأشعة الخاص "الماموجرام الرقمي"، لكن بعد ذلك تكاسلت، أو أني لم أجد الحافز أو الوقت لموعد مع الطبيب وموعد مع الكشف، وبعد ذلك موعد آخر مع الطبيب، للتأكد من نتيجة الكشف، عملية طويلة ومرهقة يمكن تجنب الوقوع فيها بذهاب الأجهزة إلى النساء واختصار تلك الإجراءات الطويلة، وهو أمر لا يصعب على وزارة الصحة

A A
خصصت منظمة الصحة العالمية شهر أكتوبر من كل عام في كافة دول العالم، لزيادة الوعي بالكشف المبكر عن سرطان الثدي الأكثر شيوعاً بين النساء، سواء في البلدان النامية أو المتقدمة. وتشير السنوات الأخيرة إلى زيادة في معدلات الإصابة، ولعدم وجود معرفة بأسباب الإصابة بسرطان الثدي، تُحث النساء على الكشف الدوري كي يتم الكشف عن الإصابة مبكراً مما يُشكِّل فرصة جيدة للشفاء منه، إذا أتيحت الوسائل اللازمة لتشخيصه.

اعتمد الشريط الوردي كرمز دولي للشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي عام 1992م، وطلب الحصول على رعاية صحية أفضل للمصابات به، وتوفير وسائل الكشف المبكر بشكل يسهل لجميع النساء الكشف الدوري.

الدكتورة سامية العامودي استشارية النساء والولادة والأستاذة بجامعة الملك عبدالعزيز، حولت إصابتها بسرطان الثدي إلى ملحمة توعوية للنساء من خلال نشر تفاصيل إصابتها وخطوات العلاج من خلال الكتابة ثم العمل التوعوي المكثف في مجال سرطان الثدي، وهي المدير التنفيذي لمركز الشيخ محمد حسين العامودي للتميز في علاج سرطان الثدي، وعضو اللجنة التنفيذية للمبادرة العالمية في صحة الثدي في الولايات المتحدة الأمريكية، والمشرفة على الكرسي العلمي لأبحاث سرطان الثدي، حاصلة على جائزة أشجع امرأة دولية من وزارة الخارجية الأمريكية.

سامية العامودي لم تنزوِ وتكتئبْ وتخجلْ أو تخشَ نظرة الآخرين أو شفقتهم، كما تفعل كثيرات ممن أصبن بسرطان الثدي، حيث تنتهي حياتهن وحياة أسرهن عندما يُصبن بالاكتئاب ويقدمن فرصة للمرض اللعين بالتمكن والانتشار في أجسادهن، بل اتخذت من إصابتها فرصة لمساعدة النساء وتوعيتهن بضرورة الكشف المبكر.

من هنا يأتي دور الوعي بخطورة المرض أولاً، وضرورة الكشف المبكر ثانياً، وإمكانية علاجه والشفاء التام منه إذا تم اكتشافه مبكراً، إذن كل التركيز التوعوي يتمثل في الكشف المبكر عن هذا المرض الذي اتخذ من أثداء النساء مرتعاً، وهو أمر يستحق بل يستوجب دعم المؤسسات الصحية لتوفير الكشف المجاني والانتقال بالأجهزة إلى المؤسسات الحكومية والأهلية المكتظة بالنساء اللاتي ربما لا تجدن فرصة الذهاب إلى المستشفى للكشف المبكر، فعندما تذهب إليهن الأجهزة مع المختصات إلى المدارس والجامعات والمؤسسات اللاتي بها عدد كبير من النساء أزعم أن هذا يُشكِّل وقاية أيضاً، كما تذهب فرق التطعيم من بعض أمراض الطفولة إلى المدارس، أو الأمراض الوبائية، إلى المنازل، أجد أن صحة النساء وسلامتهن بحاجة ليس فقط إلى التوعية بل إلى الوقاية بإتاحة الكشف المبكر في أماكن العمل وفي مراكز الأحياء التي أصبحت منتشرة الآن في المدن، بحيث تُشكِّل مكاناً للتجمع النسوي للكشف المبكر عن سرطان الثدي.

في شهر أكتوبر تنتشر المنتجات التي تحمل رمز سرطان الثدي «اللون الوردي» لبيعها، للمساهمة في علاج المرض، لكن الأهم هو إيجاد فرص الكشف وتسهيل العلاج المجاني لمن ظهرت لديها إصابة بشكل عاجل، لأن هذا أهم من المحاضرات والندوات التي تتجمَّع لها النساء ثم لا يبقى منها شيء ضمن مسؤولياتهن ومشاغلهن. توفير الكشف المبكر لهن في أماكن عملهن وتجمعاتهن يُشكِّل حجر الزاوية في الحد من انتشار سرطان الثدي. وأتمنى أن يتحول شهر أكتوبر إلى مكافحة لسرطان الثدي بالتوعية والكشف، أي إجبار النساء على الكشف السنوي، أنا مثلاً كل عام أشتري بعض المنتجات وأضع الشعار الوردي، لكن لم أتخذ قراراً بالذهاب للكشف، قبل سنوات عندما بدأت هوجة الفزع من انتشار سرطان الثدي بين النساء واظبتُ على الكشف السنوي بجهاز الأشعة الخاص «الماموجرام الرقمي»، لكن بعد ذلك تكاسلت، أو أني لم أجد الحافز أو الوقت لموعد مع الطبيب وموعد مع الكشف، وبعد ذلك موعد آخر مع الطبيب، للتأكد من نتيجة الكشف، عملية طويلة ومرهقة يمكن تجنب الوقوع فيها بذهاب الأجهزة إلى النساء واختصار تلك الإجراءات الطويلة، وهو أمر لا يصعب على وزارة الصحة أو على كل المستشفيات والمستوصفات بتسهيل الكشف المبكر للنساء في أكتوبر من كل عام.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store