Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

لا ندفع مقابل أمننا.. ولتخرس الألسنة!

للأسف تلك التصريحات التي طالت الكثير من الدول، لم يلتقط الإعلام المعادي سوى ما كان له علاقة بالمملكة، وجاء الرد الحاسم الذي كانوا ينتظرونه من سمو ولي العهد (لا ندفع مقابل أمننا) ليُخرِس كل الألسنة الحاقدة.

A A
تعوَّد العالم على التصريحات النارية التي يطلقها الرئيس الأمريكي (ترامب) بمناسبة وبغير مناسبة، فهو مولع بمثل هذه التصريحات ومواقف لا يمكن له -في بعضها- أن يطبقها بدون مراجعة أو موافقة من الكونجرس، لكن بصفته زعيماً لأقوى دولة في العالم -عسكرياً واقتصادياً- تجد تصريحاته اهتماماً إعلامياً وكذلك رسمياً، ويُفسِّرها كُلٌّ على هواه، إلا أنها لا تلبث أن تذوب تلك التصريحات لكونها جاءت وفق الحالة التي تتطلبها ذلك الوقت.

ولقد كان للمملكة نصيب من بين تلك التصريحات التي جمعتها مع الدول الأوروبية وكوريا الجنوبية واليابان، والتي تدعوهم إلى الدفع مقابل الأمن، إلا أن الإعلام المعادي لم يلتفت إلا للتصريح الذي استهدف المملكة تشفياً، ورأى أنه تهديد للمملكة، لكن الرد جاء سريعاً من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث صرَّح سموه عبر لقاء صحفي مع وكالة بلومبيرج «أن المملكة لا تدفع شيئاً مقابل أمنها، وأنها تشتري السلاح من الولايات المتحدة ولا تأخذه مجاناً».. وحتى تُدحض مقولة: إن أمننا معقود على حماية الولايات المتحدة لنا، فإن سمو ولي العهد رد على هذا بقوله: «إنه في عهد الرئيس الأمريكي السابق (أوباما) التي دامت ثمانية أعوام، عمل ضد أغلب أجندتنا ليس فقط في السعودية وإنما في الشرق الأوسط، ورغم ذلك كُنَّا قادرين على حماية مصالحنا، وكانت النتيجة أننا نجحنا، بينما فشلت الولايات المتحدة في ظل قيادة أوباما على سبيل المثال في مصر».

تلك الفترة التي رأس فيها «أوباما» الولايات المتحدة كانت من أسوأ الفترات، حيث أن سياسته تجاه الشرق الأوسط ساهمت في زيادة نفوذ إيران في المنطقة، وأتاح لها أن تستولي على العراق بعد أن تحرَّكت إيران بسرعة وبشكلٍ حاسم لملء الفراغ الأمني في العراق، كما تقلَّصت آمال الشعوب في تحقيق الديمقراطية في الشرق الأوسط مع بداية الربيع العربي، حيثُ عواصف وتشكيل الشرق الأوسط الجديد عبر نشر «الفوضى الخلاقة» فيه، علاوةً على تردُّده في اتخاذ القرار المناسب تجاه سوريا، وعدم تدخُّله وتركه الساحة أمام روسيا وإيران وحزب الله لتدمير سوريا وتشريد وتهجير شعبها.

نعود للحديث عما قيل عن تصريحات الرئيس (ترامب) بأنها تهديد للمملكة، لم نكن الوحيدين كما أسلفت الذين طالهم هذا التصريح، فقد هدَّد بسحب قوات بلاده من أوروبا إذا لم تلتزم بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى بزيادة الإنفاق على الشؤون الدفاعية، وإلا سيقوم بإعادة رسم (المشهد الأمني) في عموم أوروبا إذا رفض قادتها تلبية مطالبه في تحمُّل حصة أكبر من العبء العسكري، كما هدد رئيس الوزراء الياباني «شنزو آبي» بإرسال 25 مليون مهاجر مكسيكي لليابان، وتهديده لكوريا الجنوبية واليابان برفع الحماية عنهما إذا لم يقوما بدفع مبالغ عن الحماية، وهدد زعيم كوريا الشمالية من أنه سيُواجه مصير الرئيس «القذافي» إذا فشلت الدبلوماسية، ورفض التخلي عن برنامج بلاده النووي ولم يتعاون معه.

ومن جهتنا نحن، لسنا معنيين بتلك التصريحات أياً كان مصدرها، ولا نُلقي بالاً لها، لأننا واثقون في قدراتنا، ولأننا مُحصَّنون في الداخل، للأسف تلك التصريحات التي طالت الكثير من الدول، لم يلتقط منها الإعلام المعادي سوى ما كان له علاقة بالمملكة، وجاء الرد الحاسم الذي كانوا ينتظرونه من سمو ولي العهد (لا ندفع مقابل أمننا) ليُخرِس كل الألسنة الحاقدة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store