Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الإصرار على محاربة الإحباط

A A
كثير من الناس يتعرضون في حياتهم اليومية إلى مواقف محبطة نتيجة دخولهم في مشكلات أو عدم تمكنهم من النجاح في أمر ما، مما يساهم في انعزالهم وسيطرة حالة من اليأس والقنوط عليهم، وعدم التفاؤل من قبلهم بالمستقبل، والنظرة إلى الأمور بشكلٍ سلبي يُؤثِّر على نفسياتهم، وذلك قد يكون نتيجة تكرار المواقف الفاشلة التي تعرضوا لها، مثل عدم التمكن من العثور على عمل، أو عدم النجاح في مرحلة دراسية معينة، مما يساهم في ترسيخ معاني الإحباط في نفوس بعضهم.

مَن يمر بمثل هذه الظروف، فإن عليه أن يعرف بأن الإحباط عبارة عن حالة يجب معالجتها، وعدم الاستسلام لها، وأول ما يجب أن يستوعبه الفرد، بأنه هو الذي يجب أن يساعد نفسه بنفسه، وأن يتجاوز هذا الوضع ولا ينتظر أن تصله المساعدة من شخصٍ آخر ليُخرجه مما هو فيه، بل عليه أن يقتنع من البداية بأن هذا الوضع هو وضع طارئ أوجدته بعض الظروف، ولابد من الجد والاجتهاد والإصرار على مقاومته، والبحث عن حلول إبداعية للأسباب والمشكلات التي أدت إليه، خصوصا وأن بعض مَن حولك قد لا يهمهم ما أصابك، فلا تنتظر مساعدتهم، ولا تسمع لمَن يزيد من إحباطك، بل جالس مَن يرفع مِن معنوياتك ويُعزِّز ثقتك في نفسك، ويُؤكِّد لك بأن المستقبل واعد، وأن الأبواب مفتوحة، وأن الضوء موجود في آخر النفق.

الإصرار على محاربة الإحباط تتطلب الخروج من دوامة الإحباط المدمرة، والتي قد تأتي من خلال متابعة الأخبار السلبية أو مقاطع الأفلام البائسة أو استمرار تذكُّر المواقف المؤلمة والاستماع للكلمات الجارحة والنقد السلبي، واستحضار نقاط الضعف... وغيرها من العوامل التي تُزعزع الثقة وتُدمِّر المعنويات، ولابد من استبدال كل ذلك بوضع خطة جديدة وأهداف مميزة تساهم في نسيان الماضي والتعلق بالحاضر والمستقبل والتفاؤل به، وعدم ترك المشكلات تتراكم، والاهتمام بالحالة الصحية كتناول الغذاء الصحي والتنفس الصحي وتبسيط الضغوط والخروج إلى الأماكن المفتوحة وممارسة الهوايات والسعي لمساعدة الآخرين، وكما قيل: «لا يستطيع أحد أن يجعلك يائساً دون إذنك، فأنت وحدك الذي تُحدِّد ما تشعر به».

محاربة الإحباط تتطلب التوكل على الله واللجوء إليه، كما تحتاج إلى تحديد مواطن الضعف والاعتراف بها، واكتشاف الحلول الممكنة لمعالجتها، مع أهمية الثقة بالنفس وعدم الانشغال بالآخرين والحكم عليهم، ومهما كانت الأخطاء، فلا يأس مع الحياة، فكل شيء سيستمر ولن يتوقف، ولذلك يجب على الفرد أن لا يتوقف، بل يمضي في الطريق، ويعمل على تغيير نفسه وإصلاحها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store