Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

من ملفات الإرشاد والتوجيه المدرسي»1-2»

شذرات

A A
في ظل المؤثرات العديدة والضغوط التي يتعرض لها طلاب أو طالبات التعليم العام وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي بكل أنواعها ومؤشرات نسبة الطلاق المتزايدة بين الوالدين ومحاولات بعض مروجي نشر الرذيلة بكل أنواعها، تظهر الحاجة أكثر من أي وقت مضى ليس في العناية الفائقة لاختيار المعلم فحسب بل في اختيار المرشد الطلابي الذي يمثل خط الدفاع الأول (بعد الوالدين) لتجنيب الطلاب الأزمات النفسية والاجتماعية والسلوكية في مدارس التعليم العام. على أن هناك جهوداً حثيثة من قبل المسئولين عن التعليم في الارتقاء بهذه الوظيفة بالغة الأهمية، وواقع بعض المدارس لاسيما المكتظة بالطلاب والتي تصل أحياناً إلى خمسمائة طالب ليس فيها سوى مشرف تربوي واحد، ناهيك عن عدم كفاءة بعضهم.. وكان في بعض الحالات تسند مهمة الإشراف على الطلاب إلى المعلم الذي فقد الاهتمام بالتدريس ويبحث عن راحة العمل المكتبي، وأصحاب الضمائر الحية سوف يشعرون بالإثم لقبولهم هذه المهمة الدقيقة وهم أو هن ليسوا جديرين بها.

في ظل النقص الحاد والنوعي في كوادر الإرشاد المدرسي يضطر مدير المدرسة إلى تكليف أحد المعلمين بمهمة المرشد الطلابي وفي بعض الحالات يسند إليه وظيفة مراقب وموجه صحي. كل هذه الجهود المبعثرة وعدم التخصص يلقي بظلاله على الطالب أو الطالبة، المتضرر الفعلي من بعض هذه الممارسات. وإذا كان فاقد الشيء لايعطيه فكيف نتوقع منه مساعدة الطلاب على فهم ذواتهم أو العناية ببعض الحالات الخاصة، أو المتشتت ذهنياً أو المهمل دراسياً أو المتغيب بشكل لافت.

هناك خلافات أسرية تنعكس سلباً على سلوك الطالب، حالات لوفاة أحد الوالدين أو مشاكل تعدد الزوجات أو الطلاق والعديد من إفرازات المجتمع التي تنعكس سلباً على سلوك الطلاب في المدارس.

قرأت تعقيباً من مرشدة طلابية نشر في إحدى الصحف عن بعض القضايا اليومية التي تواجهها المرشدة كل يوم، وتقول إن من ضمن مهامها العناية بشكاوى الطالبات من الإرهاق أو نزلات البرد أو الآلام المصاحبة للدورة الشهرية وكلها تحتاج إلى عناية من المرشدة الطلابية، وتقول إن لديها سريراً في غرفتها لعزل الطالبة في حالة مرضها وأحياناً يستخدم للنوم الفعلي لبعض الطالبات اللاتي يعانين من السهر طول الليل. وتطلب من بعضهن النوم لمدة ساعة إذا وجدت أن حالتها تستدعي ذلك، ثم توقظها للعودة إلى الصف أو أن تضطر لاستدعاء والدها عبر الهاتف للمجيء للمدرسة لاستلام ابنته، وتقول إن هذا الأمر يأخذ منها الكثير من الوقت بينما يواجه مكتبها حالات أخرى عديدة، هذا عدا إهمال بعض الأسر المساعدة لحل مشاكل الأبناء بشكل إيجابي (للحديث بقية).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store