Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

رَبِّ عيالك..!!

يجبرك الأبناء على التفكير على مدى بعيد، حتى إن لم تكن تقوم بذلك من قبل!! وعندما تدرك أن كل ما تقوم به أو تفشل في تقديمه لأبنائك خلال سنواتهم الأولى سيكون أثره ممتداً لعدة أجيال متتالية، فإنك ستصبح أكثر عمقاً في التفكير، وحساساً بشأن الكلمات التي تقولها لهم والطريقة التي تعاملهم بها.

A A
إن من أهم الأدوار التي يقوم بها الإنسان في حياته هو دور الأبوة، لأن هذا الدور يمتد الى نهاية حياته ارتباطاً بالأبناء ثم الأحفاد، ويرتبط باسمك حتى بعد مماتك وذلك في سمعتهم ومسيرتهم، ولأن الإنسان يتأثر بالأمور التي كان يفعلها جدُّه أو حتى الأمور التي لم يفعلها، والطريقة التي تعامل بها أبناءك متأثرة بشدة بالطريقة التي كان والداك يعاملانك بها، لذلك تمتد هذه الطريقة سواء كانت إيجابية أو سلبية الى عدة أجيال، ولها تأثير هائل على سعادتهم ورفاهيتهم الدائمة.

عندما ترزق بطفل فلابد أن يكون لديك الانضباط الذاتي للوفاء بالتزامك ومسئوليتك تجاهه، قاطعاً العهد على نفسك بأن تبذل كل ما بوسعك لتربيته حتى يصبح شخصاً بالغاً سعيداً معافىً في بدنه واثقاً من نفسه، ففي كل مرحلة من مراحل حياته تكون كلماتك وأفعالك وتصرفاتك لها الدور الكبير في تشكيل هذا الطفل والتأثير عليه وتحديد ما سيبدو عليه حينما يكبر، ويعد أعظم ما يحتاج اليه الطفل باستمرار الحب غير المشروط والقبول من والديه، وحاجتهم للحب كحاجتهم للأكسجين، فمقدار الحب الذي يتلقاه الطفل وخاصة خلال سنوات عمره الأولى هو الذي يحدد بحسم مدى الصحة والسعادة التي يصبح عليها كبالغ.

يحدد الأطفال مدى قيمتهم ويكتسبون الاعتزاز بالنفس وتقييم الذات من خلال قياسهم مقدار الوقت الذي أمضاه معهم أهم الأشخاص في حياتهم حينما كانوا صغاراً، وكثير من الآباء والأمهات رددوا عبارة آسفين لأنهم لم يمضوا وقتاً كافياً مع أبنائهم عندما كانوا صغاراً، والانضباط الذاتي يساعد على تنظيم الحياة وبالتالي إمضاء وقت كافٍ مع الأبناء خلال سنوات ترعرعهم حتى نكون آباء وأمهات رائعين لهم.

قد يتأخر البعض في إدراك أن حياته تغيرت وأن الأمور التي كان بمقدوره فعلها حينما كان أعزب لم تعد ممكنة حينما يتزوج ويرزق بأطفال، وأن هذه المرحلة لا يمكن التراجع عنها وهو مسار مختلف في الحياة، ومن المعروف أن كثيراً من الأزواج (العقلاء) يغيرون حياتهم بالكامل حينما يرزقون بأول طفل لهم، حيث يقللون أو يتوقفون عن العديد من الأنشطة الاجتماعية السابقة، وتكون بؤرة تركيزهم على أطفالهم ويكونون الموضوع الرئيسي في حياتهم.

يجبرك الأبناء على التفكير على مدى بعيد، حتى إن لم تكن تقوم بذلك من قبل!! وعندما تدرك أن كل ما تقوم به أو تفشل في تقديمه لأبنائك خلال سنواتهم الأولى سيكون أثره ممتداً لعدة أجيال متتالية، فإنك ستصبح أكثر عمقاً في التفكير، وحساساً بشأن الكلمات التي تقولها لهم والطريقة التي تعاملهم بها.

بقي أن أذكر الوالدين بأن أطفالهم شديدو التأثر بهم وهم يلاحظون ويشعرون بكل كلمة ورد فعل يصدر منهم ويقومون بدمج تلك الكلمات وردود الأفعال في رؤية العالم من حولهم، فلا تلوموهم ولوموا أنفسكم أولاً وأخيراً في كل حال.. (يُتبع).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store