Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

نظّم وقتك.. تكسبُ عمرك!

الحبر الأصفر

A A
الكُلُّ يَتَحدَّث عَن الوَقت وأَهميّته، وضَيَاعه وقَتله، ولَكن قِلَّة هُم مَن يَعرفون مَاهيَّة الوَقت، وقِيمَته، وهَل هو مَصدَر ثَابت، ويَجري بانتظَام؟.. وغَيرهَا مِن الأَسئِلَة، التي تَحتَاج إلى تَوضيحَات وإجَابَات..!

يَقول الأُستاذ «جمال جمال الدين» فِي كِتَابه «الإنسَان الفعَّال»: (الوَقت مَصدر ثَابت، ولَن تَستَطيع -مَهمَا حَاوَلت- أَنْ تَكسب ثَانية وَاحِدَة إضَافيَّة، فالسَّاعَة لَا تُسرع أَو تُبطئ لَحظة وَاحِدَة، إلَّا إذَا كَانت مَعطُوبَة، كَمَا أَنَّ الوَقت مَصدَر يَختلف عَن المَال والأَشيَاء، فهو يَجري بانتظَامٍ ودِقَّة، ولَابدَّ مِن صَرفه؛ بنَفس النِّسبَة المُنتَظِمَة التي يَجري بِهَا، ففِي حِين يُمكن تَخزين مِيَاه النَّهر خَلف سَدٍّ، لاستخدَامهَا فِي يَومٍ آخَر، أَو فَصْلٍ آخَر، فإذَا مَرَّت الدَّقيقَة دُون أَنْ نَستَثمرهَا، فلَن تَعود أَبداً)..!

وإذَا تَحدَّثنَا عَن الوَقت وعَرَّفنَاه، وعَلِمنَا أَنَّه مَصدَر ثَابت، وأَدرَكنَا أَنَّه يَختَلف عَن المَال، فلابدَّ أَن نَلوي عُنق الحَديث، لنَتطرَّق إلَى مَفهوم إدَارة الوَقت، ومَاذا نَقصد بهَذا المُصطَلَح؟.. لتَأتي الإجَابَة مِن المُؤلِّف نَفسه قَائلاً: (مَا نَقصده بإدَارة الوَقت، هو أَنْ نُدير أَنفسنَا بعَلَاقَتِهَا بالوَقتِ الجَاري، الذي لَا يَتوقَّف ولَا يَتجمَّع ولَا يَتغيَّر، وذَلك باستثمَارهِ بطَريقةٍ أَكثَر فَعَاليّة، ولَكنِّي سأَتجَاوز هَذه الحَقيقَة، وأَستَخدم تَعبير «إدَارة الوَقت»، كمُصطَلَح مُتعَارَف عَليه، للتَّعبير عَن إدَارة حَيَاتِنَا، فِي إطَار الوَقت المُتَاح)..!

حَسنًا.. مَاذا بَقَي؟!

بَقَي القَول: يُقال إنَّ الوَقت مِن ذَهبٍ، والحَقيقَة أَنَّ الوَقت أَثمَن مِن الذَّهَب، لأَنَّك إذَا ضَيّعتَ الذَّهَب، أَو أَفلَستَ مِن المَال، فهُنَاك طُرق كَثيرة للتَّعويض، أَمَّا إذَا خَسرتَ أَيَّاماً مِن عُمرِك، أَو سَاعَات مِن يَومِك، فلَن تَستَردّهَا أبداً، حَتَّى لَو أَشرَقَت الشَّمس مِن مَغربهَا..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store