Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محسن علي السهيمي

إعلام الشعب يؤدب «الجزيرة»

وفي ظل الأحداث المتتالية التي تشهدها المنطقة -وليس آخرها قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي- رأينا كيف أنشأ الشعب السعودي جهاز إعلامه الخاص عبر منصات التواصل الاجتماعي ليتولى بنفسه فضح الجزيرة وتأديبها وحشرها في زاوية تليق بها، وإيصال رسالته الصادقة للعالم، فكان بحق جهاز إعلام وطنياً خيَّب ظن المتربصِين بوطننا، وكشف عن معدن الإنسان السعودي الذي وإن أحسن الظن يومًا بالآخرين إلا أنه لا يمكن أن يقبل بما يمس دينه ووطنه وأمنه مهما كانت التضحيات

A A
يواجه وطنُنا الغالي اليوم حملةً مسعورةً من وسائلِ إعلامٍ عديدة، تداعى معها خروجُ الثعالب من أوكارها والحيَّات من جحورها، وسلخُ النفعيين جلودَهم، ونزعُ المداهنِين أقنعتَهم، فتكشفت الحقائق وظهرت النوايا وليس من شيء يخفى. ومما ظهر على حقيقته قناةُ الفتنةِ (قناةُ الجزيرةِ) بعد أن خُدِع بها الجميع -عدا نسبة لا تكاد تُذكر- حينما ظنوا أنها وُلدت لنُصرة القضايا العادلة، وأنها -كما روجت لنفسها- منبر للرأي والرأي الآخر، ولما أن ظهر نظام الحَمَدَين -المموِّل الرئيس لها- على حقيقته وبانت نواياه ومقاصده تجاه وطننا، عندها أسفرت الجزيرة عن وجهها القبيح، فانحازت له وشرَّعت دسائسه، وصمتت على مكائده تجاه وطننا وقادته، فانجلت الغشاوة عن أعين المخدوعِين، وآمنوا أن الجزيرة حية، ملمسها ناعم وفي أنيابها العَطَبُ. الأمر اللافت للنظر هو أن قناة الجزيرة ظنت أنها بمقدورها -عبر منظومتها الإعلامية الضخمة- التأثير في مفاهيم الشعب السعودي، وظنت أنه بمقدورها تغيير مجرى الأحداث في الداخل السعودي، وظنت أنه بمقدورها صرف الأنظار والتغطية على مؤامرات ومكائد نظام الحمدين، ولكنَّ رياح الشعب السعودي جرت بما كشف تآمر هذه القناة المأزومة وأفشل مخططاتها، وهي التي لم تترك مناسبة ولا حدثًا يتعلق بالمملكة إلا ونصبت حوله شباكها علها تخرج منه بما يحقق لها مقاصدها، وفي كل مرة تحصد الخيبة.

وفي ظل الأحداث المتتالية التي تشهدها المنطقة -وليس آخرها قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي- رأينا كيف أنشأ الشعب السعودي جهاز إعلامه الخاص عبر منصات التواصل الاجتماعي ليتولى بنفسه فضح الجزيرة وتأديبها وحشرها في زاوية تليق بها، وإيصال رسالته الصادقة للعالم، فكان بحق جهاز إعلام وطنياً خيَّب ظن المتربصِين بوطننا، وكشف عن معدن الإنسان السعودي الذي وإن أحسن الظن يومًا بالآخرين إلا أنه لا يمكن أن يقبل بما يمس دينه ووطنه وأمنه مهما كانت التضحيات.

اليوم لم يعد لمفاهيم كالعقلانية أو عدم الاختصاص بيننا مجال، فالجميع رجل أمن، ووسيلة إعلام، وحامي حمى الوطن، وهو ما تجسد عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قِبَل الشعب السعودي الفطن. في الجانب الآخر قامت وسائل الإعلام الرسمية والأخرى المدعومة بأموال سعودية بأدوار مشكورة، ولكنها تبقى أقل من المأمول منها قياسًا بما يُقدم لها من دعم مادي ومعنوي وبما تملكه من إمكانات، وقياسًا بالحملة المسعورة التي تقودها الجزيرة وأشباهها. الأدوار المأمولة من الوسائل الرسمية والأخرى المدعومة تأتي من كون الإعلام يمثل اليوم القوة الناعمة التي تؤثر في مجرى الأحداث، وتصحح المفاهيم متى أُحسِن استغلالها، ولذا فمأمول من وسائل إعلامنا (الرسمية والمدعومة) أن يتخطى محتواها برامجَ الجلساتِ الحوارية والتقارير الإخبارية إلى ما هو أبعد، مأمول منها أن تنقل الرأي السعودي وتجعله مؤثرًا، لا باختلاق الأكاذيب والافتراءات وقلب الحقائق كما تفعل المأزومة (الجزيرة) وإنما بالمصداقية وجلاء الحقيقة، مأمول منها أن تنقل الصورة الحقيقية للمملكة بوصفها مركز الثقل الإقليمي دينيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا، مأمول منها أن تركز على القضايا الجوهرية التي تخدم المصالح الوطنية العليا، مأمول منها الحكمة والروية والبعد عن الذاتية والانتصار للنفس على حساب مصالح الوطن وعلاقاته. وحين نرفع سقف الطموحات نقول إننا بحاجة اليوم لمنظومة إعلامية متكاملة ذات قوة وتأثير بالغَين، تعبر عن هويتنا، وتوضح رأينا، وتصحح المفاهيم، وتؤثر في مجرى الأحداث، مع الاستفادة من الكوادر الإعلامية الوطنية -القارَّة والمهاجرة- والرفع من مهنيتها.. فهل نبادر؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store