Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

لص المياه!!

A A
يومًا بعد يوم، تتكشّف الحقائق عن كون إيران بنظام حكم الملالي الحالي، هي أكبر عدوّ للدول العربية، بما في ذلك العراق، رغم التقارب المذهبي، ووجود الكثير من الحلفاء العراقيين السياسيين لإيران، وائتمارهم بأوامرها بشكلٍ أعمى ومباشر!.

والعدوّ الإيراني لا يريد الخير للعراق، ويُضمر الشرّ له، وما بناء إيران داخل أراضيها للكثير من السدود المائية التي تسبّبت في تقليل المياه الجارية باتجاه العراق إلّا مثال لذلك، وهناك تقارير دولية موثوقة تُفيد بأنّ إيران حجبت بفضل هذه السدود نحو ٧ مليارات متر مكعب من المياه عن العراق، وهي كميات هائلة تكفي لتحويل الصحاري إلى واحات غنّاء، رغم وجود اتفاقيات قديمة بين البلدين قد ضربت بها إيران عرض الحائط بعنجهية الفُرْس وغطرستهم التي ما زالت تسود نظرتهم لكلّ ما هو عربي!.

وتالله، إنّها حرب قد شنّتها إيران على العراق، وعواقبها على العراق وخيمة للغاية، إذ أعلنت وزارة الزراعة العراقية مؤخرًا أنّ خطّتها الزراعية قد تقلّصت بنسبة ٥٥٪ عن السنة الماضية، ومَن يدري بأيّ نسبة ستتقلّص مُستقبلًا إذا لم تُردَع إيران؟، فضلًا عن جفاف الكثير من روافد نهر دجلة، وانعكاس ذلك على سير الحياة في العراق بشكل مأساوي، وتحوّل التجمّعات المائية الكبيرة لمستنقعات ضحلة لا يمكن الاستفادة منها، لا للزراعة ولا للشُرْب، كما كان يحصل في الماضي، وحصول عشرات الآلاف من حالات التسمّم بين العراقيين، نتيجة تلوّث ما بقي من المياه!.

فوا أسفاه على حقوق العراق المائية التي سلبتها إيران، ووا أسفاه على صمت الكثير من السياسيين العراقيين على ذلك، وكم أتمنّى أن تُغلِّب الحكومة العراقية الحالية مصلحة العراق الوطنية، وتعمل بحزمٍ على استعادة حقوقه المائية من براثن هذا اللصّ الماكر، ليعود العراق بلدًا زراعيًا وآمنًا بثروته المائية، ورحم الله الشاعر الجواهري حين وصف وفرة الماء في العراق في الماضي المجيد بأنّه:

طغى فضُوعِفَ منه الحُسْنُ والخطرُ

وفاض فالأرضُ والأشجارُ تنعمرُ!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store