Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عاصم حمدان

شكسبير في ثوب عربي!

رؤية فكرية

A A
منذ القصيدة الأولى التي أبدعها الإنسان على وجه هذه البسيطة، كان الشعر، وما زال، يُمثِّل خلاصًا للنفس البشرية، وانطلاقًا في آفاق الكون المليء بكل الشواهد على عظمة خالقه ومبدعه ومنشئه، والمتكفِّل بأمور مخلوقاته.

ويأتي الشعر التأمُّلي أو الفلسفي في مقدمة القصائد والأشعار التي تدور على ألسنة الناس، مستشهدين بها على ما يجري في هذه الحياة من شؤون وشجون.. ولذا فقد سعيت في هذه القطعة الشعرية أن يشاركني القارئ متعة ترديدها والتمعُّن فيها، لما فيها من معانٍ جذلة، وتصوير بديع، لما يعتمل في النفس من أشجان، وما أبدع الشعر حين يكون مرآة صادقة للشعور، وتصويرًا بديعًا للأحاسيس بغوصه عميقًا في مشاعر الإنسان المتباينة.. لا أملك إلا أن أترك المساحة لهذه القصيدة، ففي مرآة معانيها تتجسَّد هذه المعاني التي أشرت إليها:

عندما ابتلى من الحظ ساخطا

وألاقي من أعين الناس شذرا

فأواري عن أعين الناس دمعي

باكيًا وحشتي وأندب سرا

وإذا ما رأيت حالي وحظي

فتوالت مني الشتائم تترى

وتمنيتني كمن هو أغنى

أملاً ضاحكًا وأسعد دهرا

وتمنيت مثل ما نال حسنا

ومن الصحب مثل ما نال وفرا

وإذا قل باللذيذ رضائي

بعدما سرّني فصار الأمرّا

فتشهيت تارة علم هذا

وتمنيت حذق ذلك أُخرى

ثم هانت نفسي وكدت أراها

وسط هذه الأفكار أحقرَ قدرا

ربما جئتَ خاطرًا في فؤادي

فإذا جئت بُدِّل العُسْرُ يسرا

فأُغنّي كالطّير طارت صباحًا

نحو باب السماء تسبّح شكرا

إنه ذكر حبكَ العذب إما جاء

أفضى من نعمة الله مَجْرى

فأراني ولستُ أرْضى بحالي

عرش «قارون» أو ممالك كسرى

هكذا رأيتُ أيها القارئ الكريم ما أضأت إليه في فاتحة هذه المقالة، ولا أظنها تحتاج مني تعليقًا، فظني أن ذلك يفسد متعتها، ويأخذ من بريقها، فقط أشير إلى أن هذه القصيدة من تأليف الشاعر الإنجليزي الفذ «وليم شكسبير»، وقام بترجمتها على هذا النسق البديع الأديب العربي الراحل «وليد عرفات».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store