لم يكن على البال أن يثير هذا الموضوع مشاعر العاملين في الإرشاد المدرسي، وأن يفتح الباب على مصراعيه للحديث عن معاناتهم مع الطلاب أو الطالبات في مختلف مراحل التعليم العام ومعاناتهم مع أولياء الأمور من جانب، والأقسام المختصة في إدارات التعليم من جانب آخر.
على رأس المعاناة يأتي دور الأسرة، حيث يتم التنسيق مع المرشدة الطلابية لمعالجة بعض الحالات لإتمام العملية الإرشادية على الوجه المطلوب، فضلاً عن التعاون لوضع خطة لمعالجة أو تعديل بعض السلوك بين الطرفين، إلا أن بعض الأمهات لا يرغبن في تحمل مسؤولية تجاه بناتهن، ويعتقدن جازمات أن إدارة التعليم عيّنت مختصة للإرشاد الطلابي لتتولى كل هذه المهام. لعل من المؤسف حقاً أن نجد تكرار الشكوى عن عدم تعاون الوالدين، بل إن بعضهم يلجأون إلى تأجيج الحوار ومحاولة النيل من المرشدة أو المرشد، وهم على يقين أن إدارة التعليم تبعث لجاناً للتحقيق الذي يستغرق وقتاً على حساب حالات عديدة أخرى يفترض أن تعرض على المرشدة لتخفيف الأعباء التي تواجهها المعلمة في الفصل نتيجة لبعض التصرفات الخاطئة من لا مبالاة أو عنف لفظى أو يدوي في بعض الأحيان.
لقد تلاشَى دور بعض الأسر في تعليم أبنائهم القيم الطيبة والفضيلة، وتعليمهم السلوك اليومي من حيث احترام الوقت، إلقاء التحية، الاستئذان عند الدخول، تقديم الشكر وما يتبعها من المجاملات، والذوق العام في التعامل اليومي بين الطالب أو الطالبة وبقية الزملاء في المدرسة، فضلاً عن المعلمات والهيئة الإدارية.
سيّدة فاضلة وكريمة آثرت التقاعد المبكر من عملها كمرشدة طلابية تقول: لقد أحببتُ عملي وأخلصتُ فيه وتحملتُ الكثير من المعاناة طلباً للثواب من رب العباد، لكن أن تتخلى الأسرة عن دورها وترمي بكل ما لديها علينا في الإرشاد، فهذا الأمر غير مقبول، لقد كنتُ المرشدة الوحيدة في مدرسة يقترب عدد طالباتها من الخمسمائة، وبعد أن غادرت جاؤوا بثلاث مرشدات يحتجن بعض الوقت للتدريب على المواقف المتنوعة. المسؤولون في التعليم لهم متطلبات ورقية تستغرق وقتاً طويلاً، وبعض أولياء الأمور يحمِّلوننا مسؤولية أخطاء أبنائهم بكل أسف، لا توجد حماية من قِبَل إدارة التعليم للمعلم أو الإدارة في حالة تعدِّي الطلبة عليهم، والأمر هام للغاية. (وللحديث بقية).
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
