Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

فتى النار الممدد يرد نيابة عن عباس والسنوار!

كان المبعوثان الأمريكيان يغادران الأرض المحتلة، وكان الوفد الإسرائيلي يعود لدخول القاعة بعد أن أخرجهم منها حديث الكويتي مرزوق الغانم، فاذا باليهودي المنصف يعلنها بوضوح: إن فصل غزة عن الضفة الغربية، وفصل الضفة الغربية عن القدس الشرقية، وتشظية بقية أراضي الضفة الغربية إلى جيوب منفصلة، وإنشاء جدار يعزل القدس عن بقية أراضي الضفة الغربية هو سياسة ممنهجة، وكان نتنياهو يصرخ من تل أبيب: إنه العار والشنار!.

A A
كنت أختم المقال عندما كان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ينهي بنداً في اتفاقية «وادي عربة»، مستجيباً لرغبة الشعب في عدم تجديد اتفاقية تأجير أراضي الغمر والباقورة لإسرائيل.. والحق أنني رأيتها مقدمة أجمل من كل المقدمات، وصفعة لمن يتصورون أن حديث مقاطعة الظلم والقهر انتهى ومات!.

فلما عدت لموضوع المقال، وجدت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يغري الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويرسل رجل أعمال يهودياً اسمه رون لاودر بدا وكأنه «دلَّال» ينادي، أن تعال يا عباس.. تعال..

«إن صفقة القرن التي يعدها لك الرجل.. ستفاجئك للأفضل».

رحت أسأل عما يمكن أن يكون الأفضل لعباس أو حماس أو أي فلسطيني في الداخل أو الخارج ..في المخيم أو المنفى، بشأن مسألة تتعلق بالالتهام أو السطو على عاصمة فلسطين، حين كان المبعوث الدلال يجلس مع صائب عريقات، ورئيس المخابرات ماجد فرج، ويتحدث معهما عن «المفاجأة»! ولأنه خيال في خيال، قلت هل تكون واشنطن مثلاً نيويورك؟ كاليفورنيا، تكساس؟ والحق أنني لم أجد في الدنيا أغلى وأثمن من القدس!.

كان المبعوث الرسمي غرينبلات يوجه كلامه إلى مسؤول حماس في غزة، يحيى السنوار، مؤكداً أن خطة السلام التي تطورها إدارة ترمب ستقدم طريقاً إلى التغيير تتضمن أكبر «هدية» يمكن للسيد يحيى أن يقدمها إلى أولاده! قلت ما عساها أن تكون؟! قبة الأقصى وقد نزعت من قمته؟ قبة الصخرة وقد نزعت من قلبه؟ كنيسة القيامة ، أم كنيسة مريم المجدلية؟!

اكتشفت أن السيد يحيى تزوج متأخراً بعد أن قضى عقوبات بالسجن «4 مؤبدات» أنقذته منها بعد سنوات «صفقة شاليط»، ومن ثم فما الذي يمكن أن يحمله من هدايا لزوجته «صالحة» وشقيقيه «محمد» و»حامد»؟! وبأي وجه يمكن أن يدخل عليهم بها؟!.

كان الفتى النائم أو الممدد في قرية الخان الأحمر على الأرض، يرد نيابة عن عباس والسنوار، وكل فلسطيني، بل وكل عربي، معتذراً للسيد غرينبلات وكل الغرينبلات .. كان يردد: أتعهد أن أبقى حجراً! مقبرة للأوغاد.. عنواناً للأجداد، وأملاً للأحفاد.. عهد متجدد!

كان الخان الفلسطيني الحر قد صمد أمام قهر الأزمان، وراح ينفض عن نفسه زواحف فوق الجدران! كانت جدران الخان تتحدى كل الآلات وكل التهديدات.. وكل الإرهاب، لا تأبه بعيون لصوص، وذئاب! كان الخان الأحمر وسيظل يقاوم كل علامات القهر المذعور، وكل إشارات الذل المأثور!. كانت القرية الوادعة تقول لسكانها في خان الأحمر، لن أترككم تعيشون للأبد في أكواخ من الخشب والألواح المعدنية.. لن أترككم لهذا الشتاء المقبل الثقيل، وقفتم صامدين للدفاع عني وتعاطف العالم الحر معكم، فدعوني أدثركم بدفء القدس الجميل.

كنت أوقن طوال الوقت، أن مهمة السيد «الدلال» فضلاً عن مهمة السيد غرينبلات، مصيرها الى زوال، وحتى لا يعود الاثنان الى واشنطن بلا نتيجة وجدتني أقترح عليهما الجلوس مع نتنياهو ليس لاقناعه بتخفيف الحصار عن الفلسطينيين، وإنما بتخفيف تهمة الخيانة التي وجهها للمحامي حجاي إلعاد، والذي وقف في مجلس الأمن يقول: «تتكلمون كثيراً ضد الاحتلال وموبقاته، وقد حان الآن وقت الفعل».. «من الصّعب جداً، إن لم يكن مستحيلاً، أن أنقل لكم الصّورة الكاملة للإهانة والغضب والألم التي يحسّها الشعب الفلسطيني تُسلب منه حقوق الإنسان طيلة أكثر من خمسين عاماً.كان إلعاد فيما يبدو يحاول أن يثبت للعالم من رئاسته لدورة مجلس حقوق الإنسان أنه إنسان.. ولأن ذلك كذلك فقد مضى قائلاً: يصعب هنا في هذه القاعات التعبير بصيغ تنقل بدقّة معنى الحياة المُستباحة التي يعيشها الفلسطينيون.. لقد تواصلت عمليات قتلهم وهدم بيوتهم واعتقال أبنائهم بمن فيه القاصرون! وكان نتنياهو يصرخ ربما للأمريكيين أن أوقفوا هذا الخائن!

لقد خرب المستوطنون الإسرائيليون الحقول الفلسطينية وأبادوا آلاف أشجار الزيتون وشجيرات الكرمة، وواصلت قوات الأمن الإسرائيلية اقتحاماتها العشوائية لمنازل الفلسطينيين في دجى الليل أحياناً، حيث تُفزع الأطفال من نومهم لكي تسجل أسماءهم وتلتقط صوراً لهم، فيما يصرخ نتنياهو: أخرسوا هذا العميل!.

كان المبعوثان الأمريكيان يغادران الأرض المحتلة، وكان الوفد الإسرائيلي يعود لدخول القاعة بعد أن أخرجهم منها حديث الكويتي مرزوق الغانم، فاذا باليهودي المنصف يعلنها بوضوح: إن فصل غزة عن الضفة الغربية، وفصل الضفة الغربية عن القدس الشرقية، وتشظية بقية أراضي الضفة الغربية إلى جيوب منفصلة، وإنشاء جدار يعزل القدس عن بقية أراضي الضفة الغربية هو سياسة ممنهجة، وكان نتنياهو يصرخ من تل أبيب: إنه العار والشنار!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store