Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

المصداقية والشفافية.. وقضية خاشقجي!

حيث لم يكن في حسبان أعداء الوطن وهم مغمورون في جرادل الحقد والتضليل والأكاذيب، صدور بيان يفصح عن الحقيقة في قضية اختفاء مواطن سعودي، لكن صدمتهم تحولت إلى هجوم مزدوج حول مصداقية بيان النائب العام صباح السبت 20 أكتوبر 2018م، لأنهم ظنوا أن صمت المملكة تواطؤٌ، ولم يتفكروا قليلاً أن وطناً بحجم المملكة العربية السعودية يمكن أن يصمت، لكنه الصمت الواعي لاستجلاء الحقائق قبل إعلانها

A A
«معرفة الحقيقة بكل وضوح وإعلانها بشفافية مهما كانت»، كان هذا هو الطريق الواضح الذي انتهجته السعودية منذ بداية أزمة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي رحمة الله عليه، وهذا النهج؛ استجلاء الحقائق وإعلانها بمصداقية وشفافية، هو الذي تسبب في الضربة القاضية لأصحاب الأصوات الناعقة بالأكاذيب والتضليل للمشاهد في كل مكان على الكرة الأرضية. صدور بيان النائب العام صباح السبت 20 أكتوبر 2018م، وتوضيح الإجراءات التي اتخذتها القيادة السعودية، لاستجلاء الحقائق حول اختفاء مواطن بعد دخوله قنصلية بلاده، بالرغم من أن المعلومات الأولية التي تلقتها حول الضحية تشير إلى خروجه من القنصلية، وهو ما يؤكد سلامته وعدم تعرضه لأي إشكالية داخل القنصلية، لذلك قامت بإرسال فريق أمني إلى تركيا بتاريخ 6 أكتوبر 2018م، للتحقيق والتعاون مع الأجهزة الأمنية التركية، كذلك تم تشكيل فريق أمني مشترك بين المملكة وتركيا، والسماح للسلطات الأمنية التركية بدخول القنصلية السعودية في إسطنبول، وهو أمر لايدخل في إطار القوانين الدبلوماسية، لكن لأن القيادة السعودية جبهتها بيضاء -كما ذكرت في مقال الأسبوع الماضي- قامت بكل ما يتوجب عليها لكشف غموض اختفاء مواطن من مواطنيها، ولم تتأخر لحظة في إعلان الحقائق فور اكتشافها، والقبض على (18) فرداً ثبت للنيابة العامة ضلوعهم في ما حدث للفقيد (خاشقجي) حتى لو كانت وفاته حدثت عن طريق الخطأ، أو خارج إطار السيطرة، كان يجب عليهم تبليغ القيادة فوراً كي لا يجد الأعداء فرصة لتوجيه أصابع الاتهام إليها، وإعطاؤهم مساحة زمنية كبيرة يكيلون خلالها اتهاماتهم وأكاذيبهم.

الموت مصيبة بحد ذاته لكن مصيبة القتل أعظم، وقتل مواطن مهما كانت توجهاته ومواقفه المناهضة لسياسة وطنه جريمة في حق الوطن الذي حقق لمواطنيه الأمن والأمان، وتصدى لكل ما يحاك ضده بحزم ليحافظ على أمن واستقرار الوطن والمواطن، لذلك واجهت المملكة كل الاتهامات ضدها حول اختفاء خاشقجي رحمة الله عليه، ببيان الشفافية والمصداقية، حيث لم يكن في حسبان أعداء الوطن وهم مغمورون في جرادل الحقد والتضليل والأكاذيب، صدور بيان يفصح عن الحقيقة في قضية اختفاء مواطن سعودي، لكن صدمتهم تحولت إلى هجوم مزدوج حول مصداقية بيان النائب العام صباح السبت 20 أكتوبر 2018م، لأنهم ظنوا أن صمت المملكة تواطؤٌ، ولم يتفكروا قليلاً أن وطناً بحجم المملكة العربية السعودية يمكن أن يصمت، لكنه الصمت الواعي لاستجلاء الحقائق قبل إعلانها،

هو انتهاج المصداقية والشفافية أمام العالم ليصمت المرجفون، فكما يعلم الساسة والجهات الأمنية أن القضايا الخاضعة للتحقيقات بحاجة إلى الوقت لمعرفة ملابسات الحادثة الأليمة التي أودت بحياة إنسان، ولأن ذلك كذلك لم يعلن الجانب التركي حتى الآن أي معلومات أو بيانات حقيقية، كل ما صدر في الفترة الماضية مجرد تسريبات لا تستند إلى مصداقية، لأنهم لا زالوا في مرحلة التحقيقات وفحص كل الأدلة وأقوال الشهود لإصدار بيان رسمي حول ظروف وفاة خاشقجي.

وكما اهتم العالم بحادثة اختفاء المواطن السعودي اهتم الشعب السعودي أيضاً بغموض اختفائه وتحول الاهتمام إلى حزن بالغ لوفاته أو قتله في تلك الظروف التي حرص المتهمون على إخفائها وإعطاء معلومات كاذبة حول خروجه من القنصلية، لكن المهم في هذه القضية وكل قضية أو أزمة تمر بها السعودية هو هذا التلاحم الشعبي مع القيادة والإنصات للبيانات والأوامر بثقة بالغة، رغم أكاذيب الأعداء والمرجفين، لا زالت السعودية تصدر المعلومات التي تستخلصها من التحقيقات مع المقبوض عليهم تباعاً، كذلك ارتأت القيادة إحداث تغيير هيكلي وتنظيمي في أهم جهاز أمني في الدولة وهو جهاز الاستخبارات العامة.

تغمد الله جمال خاشقجي برحمته وألهم ذويه الصبر والسلوان وحفظ الله هذا الوطن من كيد الأعداء ومكرهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store