Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

الحياة ما بعد التقاعد

A A
• كثيرون من لهم وجهات نظر في هذا الجانب، وخاصة من المتخصصين في علم الإدارة، ومن عملوا ثم تقاعدوا بعد إكمال السن النظامي في عمل الوظيفة.

• ومن قراءاتي المتفرقة، وخاصة في مناهج علوم الإدارة، فقد سألتُ ذات مرة أحد علماء الإدارة عن رأيه في هذا الجانب، فكان رأيه كمتخصص بضرورة حصول الموظف -أي موظف- على التقاعد حال استحقاقه له. والتمتع بالفترة ما بعده، للمزايا النفسية والصحية والاجتماعية والسياحية، التي تمنحه وأسرته الراحة والاستقرار النفسي، وتُنسيه متاعب الوظيفة السابقة والتزاماتها، وهو ما دأب عليه معظم أفراد دول العالم الغربي بعد تقاعدهم.

• ومن القصص المترجمة التي قرأتها أيضاً في هذا الصدد، أن شخصية قيادية أوروبية كانت تُدير مُنشأة خدمية كبيرة، وبعد تقاعده أخذت تتسابق عليه منشآت عديدة أخرى وبرواتب مغرية تفوق راتبه السابق، للخبرة التي يختزنها في مجال عمله السابق، لكنه رفض بحجة الرغبة في الاستمتاع بحياة التقاعد الجديدة، التي تُمثِّل الراحة والحرية، ومزاولة النشاطات التي حُرِمَ منها خلال فترة خدمته السابقة.

• كما توصي كتب الطب النفسي وعلماؤه بضرورة تمتُّع الموظف -أي موظف- بالإجازات المستحقة له خلال عمله، لما لها من مردود إيجابي في تجديد حياته الوظيفية ونشاطه العملي، كما توصي باستثمار فترة ما بعد التقاعد للفوائد التي تتخللها، والتي تعود عليه وعلى أسرته بالخير والمنفعة دنيا وآخرة.

• إن حياة التقاعد مليئة بما يعود على المتقاعد بالمسرَّة والارتياح، بل وتُكسبه حياة هو بحاجة لها إذا أحسن التمتُّع بما فيها من مميزات نافعة؛ لأنَّ مَن يتشبَّث بالبقاء في الوظيفة، هم مَن تَيَّمْهُم حُب السلطة، وعاشوا أبراجها، فلا غرابة أن يعيشوا بعد تركها في حالة من القلق وعدم الارتياح، لافتقاد ما كانوا عليه من سلطة وهالة وعلوٍ ومركزية!

• خاتمة: إن التقاعد لم يُسنْ -بعد إمضاء سن معينة في الوظيفة- إلا وله مردوده الإيجابي في حياة الموظف.

فهلا استثمرنا هذه الحياة الجديدة، واستمتعنا بما فيها من فرصٍ تُمثِّل السعادة والاستقرار النفسي للمتقاعد وأسرته، بعد ترك الوظيفة؟، ذلك ما نرجوه.. والله الموفق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store