القصيم.. صديقة الجغرافيا..مزرعة التمور.. رائدة المبادرات

تباينت أوصاف منطقة القصيم الواقعة في الجزء الأوسط الشمالي، ومع كثرتها تبقى «مزرعة التمور» فى صدارتها، وتنقسم منطقة القصيم جغرافيًا إلى قسمين رئيسيين متمايزين هما الدرع العربي ويتألف من مجموعة من الصخور النارية المتحولة، وأما الرف العربي فهو يتألف من مجموعة من الصخور الرسوبية والتكوينات الجيولوجية وينحدر منها سهولة منخفضة التضاريس تمثل عدد من الأودية أبرزها وادي الرمة ووادي الدواسر الذي يبلع مداها أكثر من 1200 كم ويشغل الدرع العربي الجزء الغربي من القصيم وهو جزء من هضبة عالية نجد. ويتأثر مناخ منطقة القصيم بمجموعة من العوامل الجغرافية الطبيعية من الموقع الفلكي، حيث تقع في الضغط المداري المرتفع والموقع الجغرافي في جنوب غرب آسيا أما الإشعاع الشمسي فتتلقى منقطة القصيم كمية هائلة من الإشعاع الشمسي تصل إلى 600 درجة لانجلي/ يوم، أما السطح فهي تشكل سهولًا صحرواية شاسعة تتكون من حافات صخرية وسهول رملية ضخمة.

يجري وادي الرمة باتجاه الخليج العربي عبر امتداد وادي الباطن ولكن بعد عصور الجفاف ردمت الرمال مجراه وينتهي عند جبال سنام بجوار شط العرب، أما وادي الدواسر فينحدر من التكوينات الجيولوجية لسهول منخفضة جمعت بين أودية بيشة وتثليث ورنية لتكون وادي الدواسر.

تعد الزراعة النشاط الرئيس لمنطقة القصيم إلى جانب العديد من الأنشطة الاقتصادية التجارية والصناعية أما المهن والحرف اليدوية فأبرزها الغزل وصناعة الخوص والخرازة والنجارة والعصابة وغيرها من الحرف والمهن الأصيلة في مجتمع القصيم.

تكتسب منطقة القصيم أهمية استراتيجية لما تتمتع به من ثروات طبيعية وموقع جغرافي وتنوع في الموارد فتحوي العديد من الأنشطة الاقتصادية أهمها الزراعة والتجارة والصناعة وقطاع التعدين والقطاع السياحي، أما النشاط الزراعي فهو أهم الأنشطة ويعد زراعة التمور من أهم الموارد الاقتصادية للمنطقة لتوافر موارد المياه والأراضي الخصبة والمناخ المتنوع ومواردها العديد التي ساعدت على تنامي النشاط الاقتصادية بالمنطقة.

يقام مهرجان التمور في بريدة كاحتفالية سنوية من قبل المزارعين، ويستمر لمدة 75 يومًا حيث يضم أكثر من 200 ألف طن من حصاد التمور لأكثر من 8 ملايين نخلة، ويسجل يوميًا ارتفاعًا ملحوظًا في المبيعات التي تتجاوز 25 مليون ريال، حيث تتجمع أكثر من 1750 سيارة نقل محملة بـ350 كلغ تقريبًا لكل سيارة. ومن أصناف التمور التي تجدها في مهرجان بريدة، تمر السكري الذي يعد من أشهر تمور القصيم ويمثل حوالي 85%

من الإنتاج المحلي للقصيم، كما توجد أيضًا أنواع فاخرة أخرى مثل البرحي والنبتة سيف والرشودي والخلاص، حيث يوجد في المملكة أكثر من 23 مليون نخلة وتنتج حوالي 400 صنف. وفر المهرجان فرص عمل كبيرة للسعوديين، حيث يسمح لهم بتجارة التمور على مستوى ضيق ومتوسط وكبير، كما أنه يوفر لهم فرص العمل بالمصانع لتعبئة نقل وتغليف التمور بدءا من كل موسم للحصاد. يعود تاريخ هذا السوق لأكثر من ستين عامًا، حيث يقام في كل سنة من بدء حصاد التمور في شهر أغسطس ويستمر لمدة ثلاثة شهور.

تتمتع منطقة القصيم بمقومات سياحية بشرية عززت استقطاب السياحة الداخلية والترفية، حيث أنشئ فيها 22 منتزهًا سياحيًا أبرزها متنزه بريدة - العييري – الخليج – عنيزة – آسيا الترفيهي–

البكيرية وغيرها من المنتزهات المنتشرة في المنطقة وكذلك الحدائق أهمها حدائق بريدة والمطار وعنيزة والإسكان وحدائق الملك عبدالله كما أن هناك حدائق الحيوانات في عنيزة وحديقة المها والريم.

يعد سوق بريدة المركزي أهم أسواق التمور في المملكة وأسواق الرس والمولات والمراكز التجارية المنشترة في محافظات منطقة القصيم.

ينمو قطاع الإيواء السياحي بشكل مطرد في العقود الأخيرة استجابة للتطور السريع والمراكز التبادلية بين المناطق واستحدثت الفنادق والتوسع فيها من التسعينيات، وكذلك فكرة الشقق المفروشة وساعد في وسائل النقل والمواصلات على تنمية المقومات السياحية في المنطقة، كما تم تنفيذ العديد من البرامج السياحية في محافظات بريدة وعنيزة والرس والبكيرية.

بذل أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل جهودً كبيرة لحل مشكلات الكثير من المشاريع المتعثرة لمدة زمنية طويلة عندما كان نائبًا لأمير المنطقة، حيث أولاها جهده وزياراته، إضافة إلى إنشائه للجنة الميدانية لمتابعة المشاريع من جهات ليست خدمية وإنما من مواطنين ومختصين لتضمن الحيادية، وكانت النتائج جيدة، حيث كان هناك 360 مشروعًا متعثرًا وقلصت إلى 190 مشروعًا.

وأنشأ اللجنة الميدانية لمتابعة المشاريع بالقصيم المهندس عبدالرحمن العرفج الذي تولى متابعة المشاريع من خلال اللجنة الميدانية، مستعرضًا الإنجازات التي حققتها، مبينًا أن نسبة تعثر المشاريع كانت في بداية عمل اللجنة 35% إلى أن وصلت العام الماضي إلى 8%. وكان أمير القصيم دشن في مايو الماضي مشاريع طرق بـ800 مليون ريال.