Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

تويتر..الورطة!

المهم والأهم هو محتوى التغريدة، وهل هي منطقية ومعقولة ويتقبلها الجميع المتعلم وغير المتعلم أم أنها تغريدة من أجل تلميع وترميم تغريدات سابقة حكمتها مصالح شخصية ضيقة في وقت ما وعندما تبدل الوقت والزمان والمكان تغيرت تلك التغريدات لكي تواكب مصالح الشخص الضيقة في هذا الزمان

A A
من يدخل عالم تويتر فعليه أن يعي جيداً أن كل كلمة يقولها محسوبة عليه وحتى لو تم حذفها تظل موجودة وعالقة بأذهان من قرأها، بل إن فلسفة التلاعب في الألفاظ لا تدخل في حسابات تويتر. وقناة الجزيرة ومرتزقتها مثال واضح على تورط مرتزقتها من المذيعين والمقدمين لنشرات الأخبار والبرامج الحوارية وغيرهم، والذين كشف تويتر عن تناقض تغريداتهم في السابق واللاحق ففقدوا مصداقيتهم، المفقودة أصلاً، وأصبحت تلك التغريدات مثار سخرية وضحك، وأصبح البعض ليس فحسب يتسلى عليها بل ويتهكم على صاحبها، بل وصل الأمر بتلك التغريدات المتناقضة إلى تعريض حياة الشخص للخطر، وبخاصة عندما تكون تلك التغريدات فيها مساس بأمن الوطن والمواطن في أية دولة كانت.
تويتر هو إعلام جديد حر منفلت لا ضوابط له، الضابط الوحيد له هو «الرقيب الذاتي» لدى الشخص وهو «الأنا» الذي يقول لك هذا صح وهذا خطأ، هذا الرقيب يصاب بلوثة عندما يتدخل عامل الانفعال والانفلات السلوكي غير المنضبط، والتسرع في الحكم على أناس قد تكون نواياهم صافية وسليمة، ومن لا يستطيع التحكم بانفعالاته وضبط أعصابه فعليه عدم التورط في الدخول إلى عالم تويتر المحفوف بالمخاطر. الأمثلة والحالات كثيرة وليس هناك داعٍ لذكر أسماء، فالأسماء كثيرة والبعض يعرف نفسه. تويتر لا يحتاج للواسطة لكي تغرد بل بإمكانك أن تغرد من أي مكان، من غرفة نومك، أو من داخل سيارتك، أو وأنت تمارس رياضة المشي، فإعلامك بين يديك ولا تحتاج إلا لضغطة زر من أصبعك، ليطلع على تغريدتك الآلاف بل الملايين من خلال الهواتف الذكية. المهم والأهم هو محتوى التغريدة، وهل هي منطقية ومعقولة ويتقبلها الجميع المتعلم وغير المتعلم أم أنها تغريدة من أجل تلميع وترميم تغريدات سابقة حكمتها مصالح شخصية ضيقة في وقت ما وعندما تبدل الوقت والزمان والمكان تغيرت تلك التغريدات لكي تواكب مصالح الشخص الضيقة في هذا الزمان. وسوف أورد مثالاً واحداً فقط يجسد تلك المصالح الضيقة للشخص، فعندما كانت جماعة الإخوان الإرهابية تصول وتجول وتتحكم في مفاصل المجتمع، وتجمع التبرعات غير الشرعية بالمليارات بدون وجه حق، ولها نفوذ وسلطة يهابها الجميع، أصبح البعض يفخر ويتشرف بالانتماء لهذه الجماعة بل وصل بالبعض منهم إلى وصفها بأنها جماعة مظلومة مضطهدة يجب احتضانها والوقوف معها، وأحدهم ألَّف كتاباً موجود مع الأسف في الأسواق وهو منبع فكر إخواني يلغي الوطنية ويعزز الانتماء لجماعة الإخوان الإرهابية ؟! بل أصبح الانتماء لهذه الجماعة مصدر رزق وتكسُّب وشهرة، وأصبحت شنط «السمسونايت اليدوية» السوداء تزين من الداخل بالألوان الزاهية الخضراء للدولار الأمريكي؟!، تلك الشنط كانت تعطى لبعض المرتزقة الذين باعوا ضميرهم وخانوا أمتهم، والذين كانوا يزورون الدوحة ويقابلون تميم وحمد بن خليفة وحمد بن جاسم الإرهابيين، إلى جانب الدعم من قبل تلك الجماعة للحصول على المناصب في مؤسسات الدولة التي يوجد بها ذوو «الياقات البيضاء» (وهذا مصطلح في المافيا يقصد بهم المتنفذون في السلطة) وهم جزء من مافيا جماعة الإخوان الإرهابية كانوا متنفذين في سلطة اتخاذ القرار. وعندما أتى ملك الحزم والعزم سلمان وولي عهده يحفظهما الله وقاموا بتنظيف مجتمعنا من هؤلاء تغيرت تلك التغريدات وأصبحت هذه الجماعة في نظرهم مصدر تهديد للمجتمع وقيمه وعاداته وتقاليده وأمنه واستقراره ورخائه ومكتسباته ومقدراته!!، فقام «تويتر الورطة « بسرد تغريداتهم السابقة ومقارنتها بالحالية ليعري ويفضح كل شخص استخدم هذا الإعلام الحر غير المنضبط والمنفلت لكي يخدم مصالحه الشخصية الضيقة وطموحاته التي تبخرت وذهبت أدراج الرياح بل عرض حياته للخطر.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store