Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

مازال للأحلام بقية

مزامير

A A
كنت أتلقى مقولة من أمي -رحمها الله- عن كتاباتي «خلينا في ساعة رحمن» بالذات عن الكتابات والمطالبات عن تمكين عمل المرأة في القطاع الخاص وتمكينها في الإدارات العليا. رحلت أمي بقلقها الدائم من حماسي وحرصي الكبير على أن لا أفوّت فرصة للمطالبة والاقتراح والتوصيف وغيرها مما يؤدي لبعض ما نحن عليه اليوم ولله الحمد.. أقول رحلت أمي وبقيتُ بفضل الله شاهدة على تمكين المرأة في عدة مناصب، وفي الوقت ذاته كنت شاهدة أيضاً على محاربة البعض من مجتمعنا لعمل المرأة تشدّداً وتعسيراً.. وكأنها ليست من نسيج المجتمع ولا تشكل في كل دول العالم ثروة وطنية غاية في الأهمية فيما يتعلق بالنمو والاقتصاد، وكم كنت أشعر بالحزن والمرارة حينما أرى أنهم صنعوا من التشدد مقلاعاً لرجم الوطن، وهاأنا اليوم أقول لنفسي وأنا أشاهد بناتنا يشاركن في التنمية، كل تلك المرارة من الماضي فغادريها يا عائشة. لقد أصبح عمل المرأة في القطاع الخاص من قضايا الماضي، وأسأل نفسي هل كل هذه المهن كانت متاحة للعمل؟ فمن أين لي ببحر لا يشاركني فيه أحد؟ قالوا لي لا تبتئسي!

مرة في سلم الطائرة سألني عابر سبيل يصعد على عجلة على ما تبقى من سلم السفر، ماذا تبقى من حلم عائشة؟ قلت له الحلم في الوزارات ويومًا ما ستكون المرأة وزيرة ويومًا ما ستكون أمامها ملف في وزارتها أسوة بأخيها الرجل، عندها التفت إليَّ عابر السبيل مفزوعًا: كل هذا ياعائشة!، عندها تحرك إلى باب الطائرة مودعاً، ودَّعني قائلاً، يبدو عليك أنك امرأة حالمة لذا سأتركك لأحلامك!

وها أنا أحيا بعضها.. وبانتظار البقية!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store