العلم أساس الحضارة في كل مجتمع، والعلماء هم من حملوا هذا العلم ونقلوه إلى الأجيال من بعدهم.. فالعلماء الربانيون هم من حفظ الله بهم الفهم الصحيح للقرآن والسنة وهم من محّص الله بهم صحيح الأخبار من سقيمها، فكانوا كالشمس في رابعة النهار تضيء الدرب للسالكين. وقد أحزنني كثيرًا أنني عندما سألت البعض عن أحد أعلام العلم في عصرنا وأحد رموز النهضة العلمية في بلادنا منذ نشأتها ولكنني تأسفت كثيرًا أنهم لا يعرفون عنه حتى اسمه.. إنه العلامة الفذ محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان، وأعتقد أن جهالة البعض لهذا العلَم وغيره من معاصريه العلماء، خصوصًا العلماء الذين نذروا أعمارهم في تعليم العامة والخاصة في المسجد النبوي الشريف ولم تكن لهم حظوة إعلامية كغيرهم لأنهم زهدوا عن الظهور في وسائل الإعلام وكرسوا جهودهم في خدمة العلم وأهله كأمثال عمر فلاته وعطية محمد سالم، وعبدالرحمن الأفريقي والمحدث عبدالمحسن العباد والمقرىء عبيدالله الأفغاني وغيرهم الكثير. رحم الله الأموات وحفظ الأحياء منهم وكما قيل الناس موتى وأهل العلم أحياء، لذلك أتمنى أن يصل صوتي إلى كل مسؤول في المملكة الحبيبة عمومًا وفي المدينة المنورة خصوصًا بإحياء ذكرى هؤلاء العلماء الأجلاء كتسمية الشوارع الكبرى والميادين الهامة والمدارس والمساجد بأسمائهم فالاحتفاء بهم هو احتفاء بالعلم الذي حملوه والإرث الذي خلفوه.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
