Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

حياة النبوة.. مجد رفيع

A A
هناك من يحلو له أن يطلق وصف «عظيم» على نبينا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو وصف في مكانه، إلا أن وصفه الأدق والأشمل، إنه -عليه الصلاة والسلام- «نبي» و»رسول»، لذلك، فإن ذكراه مرتبطة بهذا الوصف بالقلوب على مدار اليوم والليلة، وتتأكَّد في يوم مولده بهذا المعنى، لما لذلك من التذكير بنعمة الله علينا به، بل على الناس والعالمين أجمعين، كما قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، ولحكمة ما كان مولده في الربيع، فهو -عليه الصلاة والسلام- «ربيع القلوب»، وليس هناك مَن حمل للبشرية أمانة للتعريف بالله، وملأ القلب البشري بالخشوع والخضوع له (لله)، مِثل سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، إلا مَن سبقه مِن الأنبياء والمرسلين، وتلك أولى آيات الرحمة والربيع الزاهر، كما يتمثل الربيع النبوي في عدة أمور نذكر منها ما يلي:

١- منهجه الوسطي الجميل، المتمثل في كتاب الله وسنته عليه الصلاة والسلام.

٢- خُلقه الرفيع والمتمثل في صفاته ومعاملته وتصرفاته من حلمٍ وعفو وكرم وصبر.

٣- نظامه الشامل للحياة كلها، سواء في الأحوال الشخصية أو الأحكام المالية والاجتماعية.

٤- عدله مع الغير، فلا يعرف الظلم في بيته أو مجتمعه أوحتى مع أعدائه.

٥- عالمية رسالته كما الشمس، ليست لجنسٍ معين من البشر، فإن رسالة محمد مِلْك للإنسانية جمعاء.

٦- إنسانية مبادئه، فلا يُحقِّر ولا يُقلِّل ولا يتكبَّر ولا يتجبَّر، فالمبادئ عنده هي الإنسان.

٧- حضارته المبنية على أن السبق في الدنيا والآخرة لإرادة الخير وحدها، وما ينفع البشرية.

٨- العلم وجعله أساس الرقي، فقد حث عليه ورفع شأن أهله (إنما يخشى الله من عباده العلماء).

٩- التواصل مع بقية شعوب الأرض مؤمنين بالله من (أهل الكتاب)، وغير مؤمنين، والتعايش السلمي معهم.

١٠- المساواة بين بني البشر، الأبيض والأسود، والغني والفقير، والذكر والأنثى، والسلطان والخفير.

إنّ محمداً -صلى الله عليه وسلم- أيامه ولياليه كُلُّها ربيع، وعندما يجيء شهر الربيع، الذي فيه مولده، يُؤكِّد في دواخلنا حُبنا للربيع محمد، والربيع المولد، حتى يكون هذا الحب؛ أحب مِن والدينا وأبنائنا والناس أجمعين، كما ورد بذلك الحديث الصحيح، فالحياة بدون هذا الربيع النبوي، اتباعاً كما هو حباً، لا قيمة لها. وتقديراً من الله وتأكيداً لهذا الحب والاتباع النبوي جعل من خصائص محمد -صلى الله عليه وسلم- حاجتين أساسيتين، وبدونهما لا يكون الإنسان مسلماً وهما:

أولهما، أن دخول الإسلام لا يتم ولا يُعتمد بدون شهادة أن محمداً رسول الله، وأن تصطبغ الحياة كلها بمحمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لذلك كان ذكره في الأذان والإقامة. وسنته وطريقته هي المعتمدة في العبادات والمعاملات، وهو القدوة الحسنة (ولكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر)، أما ثانيهما، فهي الأمر الإلهي بالصلاة والسلام عليه، وجعل ذلك من أولى القربات عند الله (إن الله وملائكته يُصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً)، وقد ورد في ذلك أحاديث عديدة منها: إن من صلَّى عليه مرَّة واحدة، صلَّى الله عليه بها عشراً، ومنها: أن الصلاة والسلام عليه تُذهب الهم والغم وتجلب الخير، كما ورد بذلك بعض الآثار النبوية.. فاللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store