Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

مغالاة بعض شركات التأمين!

A A
التأمين على السيارات أصبح أمرًا ضروريًا وإجباريًا تفرضه أنظمة المرور على معظم السيارات التي تجوب الشوارع ليل نهار.. وهو نظام عالمي تفرضه الدول من أجل تحقيق العدالة في تنظيم حركة السير، والتقليل من الحوادث، وتخفيف عبء الإصلاح، والإقلال من التكلفة والخسائر التي تطال الأموال والأرواح.

اعتقد المؤمّنون على مركباتهم بأن الحرص والقيادة الآمنة وتجنب الحوادث قدر الإمكان قد يقلل من قيمة الفاتورة السنوية المقدرة على مركباتهم، وتدني أسعارها في خلال عدة سنوات إلى الحد الأدنى من التكلفة، ولكن حرص شركات التأمين على الكسب الشرِه لمزيد من المال جعلها لا تعمل بهذا المفهوم، ولا تأخذ به (حتى وإن وُجد) فإنه غير مفعّل، أو ليس هناك جهة رقابية تلزم شركات التأمين بتخفيض قيمة الفاتورة السنوية، حتى وإن كان سجل المؤمن نظيفًا وخاليًا من الحوادث ولمدة طويلة.

لو حدث العكس وتعرض المؤمّن على المركبة لحادث أو اثنين فسوف ترفع شركة التأمين من قيمة البوليصة السنوية إلى الضعف، وربما أكثر من ذلك، حيث أن معظم الشركات تتحايل كثيرًا على المستفيدين، ولا تلتزم بما يلزمها من قرارات وأنظمة من قبل الجهات ذات العلاقة التي تحفظ حقوق المستفيدين.

حتى نحقق الهدف من التأمين على المركبات، ونحقق أكبر قدر من العدالة في حفظ حقوق الجميع، يجب أن يكون هناك أنظمة وقوانين مكتوبة يطلّع عليها المستفيد ما له وما عليه، وتنفذ بنودها الشركات وتكون ملزمة للطرفين، وفي حالة مخالفة الشركات، أو زيادة أسعار تأمينها بدون إشعار المؤمّن، أو الإخلال بأنظمة وقوانين المرور التي وضعتها الدولة فيجب محاسبة الشركات المتجاوزة، ووضع حد لعمليات التحايل واستنزاف جيوب المؤمنين.

التأمين نظام عالمي تعمل به معظم دول العالم كما أسلفت، وتُطبق أنظمته على الجميع، بما يكفل الحقوق للشركة وللمؤمّن، خاصة إذا كان المؤمّن صاحب سجل نظيف من الحوادث، بحيث تصل فاتورته للحد الأدنى من التأمين، وبذلك يحترمه معظم السائقين، أما الفئة المستهترة أو الذين لهم سجل حافل بالحوادث فهؤلاء يجب أن تكون لهم معاملة خاصة، حيث تقدر قيمة هذه الحوادث التي تم ارتكابها، وترفع عليهم تكاليف التأمين للحد من تجاوزاتهم الخاطئة، وكبح تصرفاتهم التي قد تزهق الأرواح وتدمر الممتلكات.

نظام المرور يكفل الحقوق للجميع على أمل أن تراعي هذه الشركات أحوال المؤمّنين خاصة الراشدين منهم والمحافظين على سلامة الأرواح والممتلكات من الهلاك، بحيث يهنأ أصحاب السجلات النظيفة الخالية من الحوادث (التي قد تحدث لا قدر الله)، بسبب أخطاء غير مقصودة بفواتير معقولة سنويًا، مما يشجع السائقين على السياقة الآمنة، والإقلال من الحوادث قدر الإمكان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store