Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عائشة عباس نتو

ورغم ذلك.. سنظل نكتب!

مزامير

A A
تشرفت بقبول دعوة كريمة لحضور منتدى تاريخي سأتحفّظ قليلاً على ذكره حيث لا يعنيه ما أنا بصدده بقدر ما يعنيني وحدي.. ما سأشير إليه عبر موقف ربما كان مكرّرًا.. لكنه حتمًا مزعج في كل عبور أو حضور.. يتلخص الموقف في أن هذا المنتدى كان قد أعدّ كتبًا ومنشورات تتناول سيرة المنشأة التابع لها حيث أعدّ كتيبات ومنشورات تتناول تاريخ المنشأة ومنجزاتها خلال الأعوام الماضية ثم وزعت بعناية وأناقة على المدعوين..

في المطار تزامنت لحظتي مع تواجد اثنين من المدعوين، كانا غافلين تمامًا عن وجودي، قاما بقذف الكتب والمنشورات التي أهداهما إياها المنتدى في صندوق المهملات في لحظة عبورهما بها في صالة المطار، لا أعرف حينها لِمَ انقبضت أنفاسي وتألم قلبي.. كنت أجلس على كراسي الانتظار في المطار ترتجف عيني بين يقظة وخيال، بين تبرير وتفسير غير مصدقة.. ذهبت إلى صندوق القمامة، بحلقت في الكتب، تيقنت مما رأيت، لا أعرف لِمَ في تلك اللحظة تحديدًا تمنيت لو كان الصديق الشاعر (ابراهيم الوافي) الإنسان الذى عرفته يعشق الحرف ويتنفسه، ويلتهمه أنَّى وجَدَه ولو حتى في ورقة مشرّدة مع الريح، لاسيما وقد ظل دائمًا يطالبني بعدم التوقف عن الكتابة، فضلاً عن تحفيزه المستمر لي بجمع ما أكتب من مقالات في كتاب،.. حينها صدقًا تمنيت لو أنه معي لأقول له (دعني أفشي لك سرًّا أيها الطفل الينبعيّ النقي، وأؤكد لك أنك لو كنت في مطار الرياض، لتأكد لك، أن الكتابة أصبحت قمرًا جافًّا في سماء مبلّلة بحبر آخرغير صالح للكتابة، بل إنّ دور النشر لم تعد تُقبِل على نشر المقالات أو الشعر وغالبًا ما يرددون سرًّا وعلنًا (الشعر «ما يوكل عيش»).

سنكتب يا إبراهيم.. سنكتب وستجد حروفنا يوماً -مهما امتهنها العصر- مكانًا نظيفًا جدًا لن تتوفر فيها حاويات تلتهم الكتب..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store