Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

الوطن كبير بأهله: قيادة وشعباً

A A
المملكة العربية السعودية، هذا الوطن الغالي هو الراية الخضراء التي تحمل كلمة التوحيد والسيفين والنخلة، هو الرمز للوحدة التي أسس بنيانها الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وحمل الراية من بعده سعود الخير، وفيصل الحنكة، وخالد البركة، وفهد المواقف، وعبدالله الحب، وسلمان الحزم والعزم، وهي تسير اليوم بأمانٍ في عهد سلمان وولي عهده محمد بن سلمان، كل ذلك ما كان يمكن أن يتم؛ لولا فضل الله وعطاؤه الذي وسع علينا ببركة الحرمين الشريفين بما أخرج لنا من باطن الأرض من الخيرات، فنحن في المملكة في نعمةٍ، وكل ذي نعمة محسود، وهذا أول ما نُفسِّر به عداوة الأصدقاء، وما تكنُّ به صدور بعضهم، وهو يتمثَّل اليوم بمساهمتهم غير المبررة في الحملة الإعلامية الشرسة علينا، وعلى وطننا، أما الأعداء من دول الغرب، الذين يتخذون من حدث المواطن جمال خاشقجي -يرحمه الله- قميصاً يتعلقون به لمحاولة النيل من المملكة وقيادتها، ويتسترون خلفه، في محاولة فاشلة منهم لتكسير وطن كبير، فإننا أهل هذا الوطن قيادةً وشعباً نقول لهم: إننا يدٌ واحدة وقلبٌ واحد، وهذا الوطن محفوظ بحفظ إلهه له، وكل أهله فداء له، وليس هو وطناً هشاً أو جداراً قصيراً يمكن قفزه من خلال عداوات وحملات مشبوهة. وقد أعجبتني كلمة الأمير تركي الفيصل التي ألقاها في مؤتمر مجلس العلاقات العربية الأمريكية في واشنطن، والتي أشار فيها إلى ما تقوم به بعض الدول من قتلِ شعوب كاملة، وتتعدى على حقوقهم الإنسانية، ولم يقف الإعلام منها الموقف الذي يقفه في قضية المواطن خاشقجي، وقال لدينا مقولة نقدرها بشدة: من كان بيته من زجاج، لا يرمِ الناس بالحجارة.
إن المملكة كيان شامخ، ويكفيه من الشموخ وجود الحرمين الشريفين به، وأنه إليه تتجه أنظار العرب والمسلمين، وأنه ما فتئ يُقدِّم للعالم العربي والإسلامي كل عون، وأنه على مدار الـ88 عاماً من عمره يجمع كلمة العرب والمسلمين، ويدافع عن حقوقهم وقضاياهم، وقضية فلسطين خير شاهد على ذلك، وأن المملكة ممَّا أعطاها الله من خيرات الأرض الممثل في النفط، فإنها سخَّرته لصالح كل العالم في القضايا الإنسانية فيما يخص التبرعات المالية والعينية في الحروب والكوارث والنوازل، وهي تُقدِّم ذلك كله، لا تريد من أحد جزاءً ولا شكوراً، وتواجدها في هذه الميادين الخيرية والعطائية يشهد لها شهادة حقٍ، وبحمد الله وفضله تقف المملكة اليوم على أرض صلبة؛ من حيث إمكانياتها العسكرية والسياسية والاقتصادية والحضارية والتقنية، فمهما حاول الأعداء وحاول بعض الأصدقاء، وتكالب الغرب بكل إعلامه وعتاده لكي يفك لحمة هذا الوطن، فإنه لن يستطيع، لأن له رباً حافظه، وأهلاً -قيادةً وشعباً- كلهم له فداء وعطاء.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store