Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

قطر.. تدعو الفرقاء للتحالف معها!

A A
بعد أن ضاقت المساحات على قطر، وشعرت بالوحدة المؤلمة، وأدركت بأنها منبوذة من قبل أشقائها العرب، اتجهت إلى التفكير في إنشاء تحالف مع دول تتجانس معها فكرًا وسلوكًا، فاختارت إيران وتركيا وسوريا والعراق، لتُشكِّل منظومة عقد مُكوَّن من خمس دول لتؤنس وحدتها، ولمواجهة دول الخليج العربي وأمريكا، كما هو في أجندتها، وطموحات نظامها، ولتعويض الفراغ الذي سببته لها المقاطعة العربية، لكن الجهل السياسي لدى موجهي سياستها من المستشارين لديها؛ دفع بهم إلى سوء الاختيار، والمسارعة في طرح الفكرة على قادة تلك الدول دون قراءة متأنية للواقع، إذ إن هناك خلافات عميقة بين الدول المختارة تقف حجر عثرة في وجه تشكيل تحالف بينها، ولنضرب مثلاً بذلك إيران وتركيا، قطبان متباعدان، لا يمكن لهما أن يتلاقيا، وهناك تباين عميق وجذري بينهما حول التسوية في سوريا، وحتى في مسألة الحماية لقطر، فتركيا قلقة من النفوذ الإيراني في عدد من الدول العربية كالعراق وسوريا ولبنان واليمن، فيما إيران منزعجة من الانخراط العسكري التركي في الأزمة القطرية، وترى ذلك بأنه خرق تركي لقواعد واستراتيجيات المنظور الإيراني لأمن الخليج، بالإضافة إلى أن التاريخ يدلل على العداء الطويل بين الإيرانيين والأتراك، حيث خاضا قرابة 12 حربًا طويلة منذ معركة (جالديران) عام 1514 حتى الحرب العثمانية الفاجارية عام 1823.

وهناك أمر مهم يمنع تركيا من الدخول في هذا التحالف، وهو عضويتها في حلف الناتو الذي يمنعها من أي تحالف إستراتيجي وثيق مع أي تحالف آخر، فما بالك بإيران التي لا تحظى بأي قبول لدى معظم دول حلف الناتو.

وبالنسبة للعراق فقد أعلن رفضه الدخول في هذا التحالف لأنه يعرف أهدافه جيدًا، ويرفض أن يكون مطية لقطر وإيران ضد أشقائه، وذلك يعني أن هذا التحالف سيقتصر على قطر وإيران، ويعني كذلك أن الإرهاب لن ينتهي وسوف يستمر وستعيش المنطقة على صفيح ساخن.. وبالتأكيد فإن الإيرانيين على الرغم من عدم تلاقيهم مع سياسات قطر في سوريا، إلا أنهم سعداء بهذا التقارب الذي سيداوي جراحهم الاقتصادية عقب المقاطعة الاقتصادية التي أوصلت البلاد إلى وضع مُتردٍّ يقترب من إشهار الإفلاس.

أما سوريا فهي بالتأكيد لن تقبل بالدخول في تحالف يضم قطر التي دعمت الجماعات الإسلامية المسلحة مثل جبهة النصرة، وأحرار الشام، وبعض الجماعات الأخرى، وكذلك داعش، وتدرك بأن القطريين دعوا لهذا التحالف لمصالح خاصة بهم. وفي كل الأحوال فإن تركيا تشعر بأنه لاحت لها الفرصة لتستعيد أمجادها ودورها المفقود في المنطقة منذ الحرب العالمية الأولى، مستفيدة من جهل النظام في قطر، وعدم إدراكهم لخطورة وجود قواعد أجنبية في أراضيهم، والإيرانيون أيضًا أكثر سعادة بتواجد عسكرهم في قطر، فقد قدم لهم الأغبياء أرضًا؛ كانوا يحلمون بأن يطأوها، يوم أن كانت قطر في حماية أشقائها دول الخليج، فحكام قطر مثل مُلاك الإبل، يمتلكونها، ولكنهم يأتون برعاتها من الخارج!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store