Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

رجال مرور في خطر !!

A A
لعلّها المرّة الثالثة التي أكتب فيها عن لفّات العودة بالاتّجاه المُعاكس للسيّارات (U Turn) الموجودة في (طريق الملك) السريع والمزدحم والمجاور لكورنيش جدّة!.

لكنّي لا أكتب هذه المرّة عن سلبيات اللّفات المُتمثّلة في الخطورة التي تتعرّض لها السيّارات التي تسلكها إذا أرادت العبور إلى الضفّة الأخرى بعد الخروج منها، ولا أكتب كذلك عن ازدحام اللفّات، خصوصاً في المساء، حتّى أنّها تصير مثل إشارات المرور ذات الصفّ «الطويييل» لكن بلا إشارات ضوئية، بل أكتب عن تسبّب هذه اللفّات في تعريض رجال المرور أنفسهم للخطر!.

نعم، صدّقوا أو لا تصدّقوا، إنّها تُعرِّض رجال المرور للخطر، إذ يبدو أنّ إدارتهم تُوجّههم لإيقاف دورياتهم على رأس اللّفةّ، وضمن مسار العودة للاتجاه المعاكس كي يراها السائقون عند دخولهم للمسار فيُخفّضوا سرعتهم، لكن هناك من السائقين من هو متهوّر ولا يكترث، وقد شاهدت بنفسي سيّارة مسرعة في المسار كادت تصطدم بدورية مرور وقائدها رجل المرور الذي كان بداخلها، في ظلّ عدم توفير مكان آخر لإيقاف الدورية بسبب ضيق الجزيرة الوسطية أو ارتفاع الرصيف وعدم إمكانية إيقاف الدورية فوقه، فضلاً عن صعوبة ترك رجال المرور لدورياتهم ووقوفهم على أرجلهم فوق الرصيف لثماني ساعات يومياً تحت الشمس والرطوبة أو حتّى المطر!.

فإن كان هدف قيادات إدارة مرور جدّة من الموافقة على هذه اللّفات هو تسهيل المرور للناس فلا يكون ذلك بتصعيب الأمر على رجال المرور لدرجة تعريضهم للخطر، وعبارة «السلامة أولاً» تخصّ رجال المرور مثلما هي تخصّ غيرهم، والمطلوب هو مشروع لوجستي لتسهيل مهمّة رجال المرور ميدانياً في هذه اللّفات المُثيرة للجدل بحيث تضمن حُسْن إشرافهم عليها وتضمن في نفس الوقت سلامتهم، ومن الصعوبة بمكان أن نحشر رجال المرور داخل دورياتهم في مواجهة السيارات وكأنّهم في وجه المدفع مباشرةً، ولا حول لهم ولا قوة إذا أسرع سائق متهوّر أو أخطأ سائق غشيم فارتطم بهم، ويحدث ما لا يُحمد عُقباه، ومعالجة المشكلات المرورية لا تكون بخلق مشكلات أخرى، هذا من بديهيات النظام المروري، ومع كلّ لفّة (U turn) في هذا الطريق الشهير أتمنّى أن يكون الناس بمن فيهم رجال المرور بألف خير!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store