Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

بي بي سي: تركيا تحتل المركز الأول عالمياً في الأخبار الكاذبة!

A A
ذكرت محطة بي بي سي البريطانية التي تتحلى بكثير من المصداقية أن تركيا تحتل المركز الأول عالمياً في الأخبار الكاذبة، وذلك بحسب تقرير الأخبار الرقمية لرويترز. وفي استطلاع للرأي أفاد نصف سكان تركيا (49) في المائة بأنهم يواجهون أخباراً كاذبة، بالمقارنة بـ9% فقط في ألمانيا. ويذكر موقع بي بي سي آرابيك، أنه في عام 2016م أطلق الصحفي التركي الشاب محمد أتاكان فوكا موقع (تييت دوت أورغ) وكلمة (تييت) تعني بالتركية: (تأكيد)، ومهمة هذا الموقع التأكد من صدق الأخبار التي يتلقاها الأتراك، وأوضح فوكا أنهم يستخدمون في الموقع مزيجاً من المهارات الصحفية والتكنولوجيا الرقمية لكشف القصص الزائفة التي تصل إلى 30 قصة يومياً، وبحساب ما يتعرض له الشعب التركي من قصص زائفة خلال العام، فإنها تصل إلى ألف قصة زائفة في العام. ومنذ ذلك العام 2016م وحتى اليوم يمكن القول إن القصص الإعلامية الزائفة في تركيا تجاوزت ثلاثة آلاف، ذلك إذا استثنينا كل اللغط الذي حدث في الآونة الأخيرة الذي قد يكون ضاعف أعداد الأخبار والقصص الملفقة، ومما أشار إليه هذا الصحفي التركي الشاب للتعامل مع هذا الكم الهائل من الأخبار الملفقة في تركيا «أننا بحاجة لتعليم الناس ومنحهم الأدوات اللازمة للتحقق بأنفسهم من صدق الأخبار»، وتابع قائلاً: إنه خلال العامين الماضيين تحققنا من زيف 526 قصة أغلبها سياسي، وقد استُخدمت فيها صور تم التلاعب بها أو استُخدمت فيها مزاعم كاذبة، وأوضح فوكا أنه حتى تقصي الحقائق يتم استخدامه أداة لتحقيق مآرب سياسية في تركيا، ومثَّل لذلك بأحد مواقع تدقيق الأخبار الذي تديره كاتبة عمود في صحيفة صباح الموالية للحكومة، فبدلاً من أن يتحرى هذا الموقع عن صدق الأخبار والصور، يقتصر دوره على مساندة مواقف الحكومة بادعاء مصداقية الأخبار الموالية لها، ونزع المصداقية عما يصدر عن المعارضين. ويصل فوكا من كل ذلك إلى نتيجة لا تقبل الشك: «لا توجد حرية تعبير في تركيا ويصل الأمر إلى حد استخدام مواقع تقصي الحقائق لتكون منصات دعائية للحكومة، وهي إحدى أسلحتها المهمة لتلفيق الأخبار لصالحها».

ومن الأمور الخطيرة التي أشار إليها موقع بي بي سي: أن الصحف التركية في مجملها باتت متحدثة باسم الحكومة، ومثَّلت مؤخراً المصدر الأول للتسريبات حول قضية خاشقجي، وهذا الأمر في حد ذاته -كما أرى- يجب أن يلتفت إليه كل المحققين والمحللين في العالم بحيادٍ تام، ففي ضوء كل هذه الحقائق التي لا تقبل الشك: كون تركيا تحتل المركز الأول عالمياً في الأخبار الملفقة و»المفبركة»، إن جاز التعبير، كما أشارت إليه وأكدته رويترز، وكون مصدر التسريبات هو الصحف التركية التي تتحدث بلسان الحكومة، في ضوء كل ذلك وغيره يصبح كل ما أثير مؤخراً حول مقتل جمال خاشقجي رحمه الله وكان مصدره الإعلام التركي أو من يستقون منه -علماً بأنه لا توجد أي مصادر لهذا الموضوع سوى الإعلام التركي- يصبح كل ذلك في مهب الريح لضعف المصداقية أو انعدامها كلياً: أقول ذلك بتجرد تام دون أي تحيز أو تشنج، وهذا يجعلنا ويجعل كل العقلاء في العالم يعيدون النظر في كل ما سمعوه أو شاهدوه أو قرأوه في الإعلام التركي أو ما يؤخذ عنه وهو كثير جداً في هذه المرحلة.

بقيت مسألة مهمة جداً تتصل بالموضوع نفسه حول ما أُقحم في الأخبار المشكوك فيها حول قضية خاشقجي من حديث عن حرية التعبير وضرورة احترامها وعدم اضطهاد الصحفيين وأصحاب الرأي... إلخ، فقد ذكرت دراسة رويترز نفسها أنه يوجد في تركيا أكبر عدد من السجناء الصحفيين في العالم وهي تحتل المرتبة 157 في مؤشر حرية الصحافة من بين 180 دولة، ومن أراد أن يعرف المزيد عن هذا الموضوع يمكنه تصفح موقع بي بي سي آرابيك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store