Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

«مجلة الفيصل.. وشيء عن حسن حنفي»

شذرات

A A
الفيلسوف والمفكر البروفيسور حسن حنفي الأستاذ في جامعة القاهرة، أُجرِي معه لقاء وتم نشره في مجلة الفيصل في عدد ربيع الأول 1440هـ والتي أسَّسها الأمير خالد الفيصل عام 1977م، ويصدرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات والذي يرأس مجلس إدارته الأمير تركي الفيصل، ودار الفيصل الثقافية هي الناشر لهذه المجلة الرائدة. هذه المجلة وزّعت علينا في إحدى رحلات الخطوط السعودية الطويلة ومعها كتاب الفيصل 25 هدية مع المجلة بعنوان: (الزعيم الذي أحب الأحاجي) وهو ينقل شيئاً من قصص التراث الشعبي في إقليم غرب إفريقيا والمؤلف وليام باركر، وترجم الكتاب وقدم له: الحسن خضيري.

عودة إلى حسن حنفي الذي ولد عام 1935م وعمل أستاذاً للفلسفة في جامعة القاهرة وقام بالتدريس في جامعة طوكيو وجامعة فاس ثم جامعة فيلاديلفيا بالولايات المتحدة. تعامل مع رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد في معهده الشهير للدراسات الإسلامية للنهوض بمشروع 2020 لماليزيا وتعامل مع رئيس إندونيسيا عبدالرحمن وحيد، وكان تلميذاً له في جامعة القاهرة وكذلك أحمد داوود أوغلو وزير خارجية تركيا السابق الذي درس في جامعة القاهرة.

هذا المفكر العملاق عمل في حقل الفلسفة الذي يصفه البعض بـ(الشائك) وهي الفلسفة الإسلامية، ويصنفه البعض بأنه أحد رموز تيار اليسار الإسلامي، هو صاحب كتاب التراث والتجديد وكتابه الآخر المشهور في الوسط الثقافي «من النقل إلى العقل»، كما أصدر عدداً من الكتب من بينها سلسلة موقفنا من التراث القديم، ومن العقيدة إلى الثورة، وحوار الأجيال، ومن النقل إلى الإبداع (9 مجلدات)، وموسوعة الحضارة العربية الإسلامية، والواقع العربي الراهن، وحصار الزمن، وعدداً آخر من الإصدارات القيمة.

ومن أشهر آرائه يقول: هناك خطر حقيقي من وصول الإسلام السياسي إلى السلطة، ويقول: مشكلتنا أننا نريد الانتقال من الدين إلى الثورة من دون تحويل الدين إلى فكر، وحسن حنفي هو ممن ساعدوا على تعزيز فكرة «ريح الشرق»، ومن أقواله الشهيرة: من الصعب أن تجد مفكراً عربياً أخذ من البداية قطاره على القضيبين: قضيب الهوية التي تُمثِّل الأنا، وقضيب الآخر. لأنك إن كنت ترى العالم بعين واحدة معناه أنك أعور، وأن تسير بساقٍ واحد تكون أعرج، وأن تتنفس برئةٍ واحدة تكون ضيّق الأفق. وأختم برأيه الصريح والصادق القائل: النخبة الثقافية تقع في أخطاء جسيمة بسبب تملّقها.

أكتفي بهذا القدر، وأُحيل مَن يرغب في الاستزادة مطالعة المجلة والتعرف على جوانب أخرى لم يتسع المقام لذكرها، ومجلة الفيصل كانت حافلة بعدة موضوعات كان في طليعتها (أسئلة الثقافة السعودية في مجتمع متغير) وملفات وتحقيقات وقضايا عن الراهن الثقافي والسياسي مع إطلالة على الإبداع في مختلف الفنون.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store