Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

أرهقته الأمانة وزاده المرور رهقاً!!

A A
من يَسُقْ سيّارته -أو سيّارتها بالنسبة للمرأة- في (طريق الملك) بجدّة، خصوصاً في الليل، وابتداءً من ميدان البراميل المجاور للمستشفى العسكري والمؤسّسة العامّة لتحلية المياه المالحة إلى ميدان الكرة الأرضية، يُوقِنُ أنّ الطريق قد أرهقته الأمانة بلفّات العودة بالاتجاه المعاكس (U Turn) وسلبياتها التي كتبْتُ عنها في عدّة مقالات سابقة، مثل تحوّلها لما يُشبِه إشارات المرور، لكن بلا أضواء خضراء وحمراء وصفراء، وبصفوفٍ طويلة للغاية تفوق بمراحل صفوف أضخم الإشارات العادية ذات الأضواء، ومثل خطورة العبور للضفّة الأخرى لمُستخدميها بعد الخروج منها، ومثل تعرّض رجال المرور للخطر إذا أوقفوا دورياتهم على رؤوس اللفّات وهم بداخلها، وكان الأجدى إنشاء جسور عرضية فوق الطريق في أماكن مناسبة، كلّ ٥ كيلومتر مثلاً، ممّا تُتيح الانتقال من ضفّةٍ لأخرى، فضلاً عن العودة بالاتجاه المعاكس بِيُسْرٍ وسرعة وسلامة!.

هذا عن الإرهاق الذي تسبّبت به الأمانة، فماذا عن الإرهاق الذي زادته إدارة المرور على الطريق؟، إنّه ببساطة تواضع الإشراف الميداني على المرور، فمثلاً تقوم الإدارة بمنع دخول السيّارات إلى الطريق من طرق الخدمات المجاورة والتابعة له، لا سيّما في عطلة نهاية الأسبوع، تفادياً لازدحامه، فتزدحم طرق الخدمات بشكل فظيع للغاية، وتُصبح مثل عنق الزجاجة المسدودة، لا يمكن لمَن فيها من العبور للضفّة الأخرى أو المُضيّ قُدُماً بسهولة، فيضطرّون للدخول للأحياء السكنية المُجاورة، وسلوك طرق طويلة ومتعرّجة (Zigzag) للوصول لهدفهم بِشِقِّ الأنفس وفلتان الأعصاب، وربّما مخالفة أنظمة المرور، وكم من سائق ألغى مشواره وعاد أدراجه لبيته بسبب ذلك، وهكذا لم تحلّ إدارة المرور مشكلة ازدحام الطريق، بل نقلتها بقضّها وقضيضها لطرق الخدمات، وكأنّك يا أبا زيد ما غزيْت.!

أنا، وأعوذ بالله من كلمة «أنا»، أقترح أن تجتمع الأمانة وإدارة المرور، بمشاركة من المجلس البلدي إذا كان لديه رغبة وقُدرة على ذلك، لحلّ مشكلات هذا الطريق الذي يُعتبر من أهمّ طرق جدّة الرئيسة، نظراً لأنّه طريق المواكب الرسمية، ولا بُدّ لمُرتادي الكورنيش، وعددهم بعشرات الآلاف يومياً، من عبوره قبل وصولهم للكورنيش، وتنفيذ بعض المشروعات والجسور التكميلية ليكون الأكثر جمالاً وراحةً، ليس في جدّة وحدها، بل في طول المملكة وعرضها، حفظها الله من كلّ مكروه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store